أنّ الحسن لمّا ولد أرادت أمّه أن تعقّ عنه بكبشين، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «لا تعقّي عنه، و لكن احلقي شعر رأسه، فتصدّقي بوزنه من الورق» ثم ولد حسين، فصنعت مثل ذلك.
و إنّما صرفها عن العقيقة لتحمله ذلك عنها، لا تركا بالأصالة، يدلّ عليه:
1281 حديث عليّ (عليه السلام): «عقّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عن الحسن، و قال: يا فاطمة احلقي رأسه، و تصدّقي بزنة شعره فضّة، فوزنت و كان وزنه درهما، أو بعض درهم».
1282 و قد روي عن فاطمة (عليها السلام): أنّها عقّت عنهما، و أعطت القابلة فخذ شاة و دينارا واحدا.
خرّجه الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) [5]. و لعلّ فاطمة باشرت الإعطاء، وكا ممّا عقّ به (صلّى اللّه عليه و آله) ذلك عنها، و يدلّ عليه:
1283 ما روت أسماء بنت عميس رضي اللّه عنه، قالت:
عقّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين، و أعطى القابلة الفخذ، و حلق رأسه و تصدّق بزنة الشعر، ثم طلا بيده المباركة رأسه بالخلوق، ثم قال:
«يا أسماء، الدم من فعل الجاهليّة» فلمّا كان بعد حول ولد الحسين، فجاء النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، ففعل مثل الأول. قالت: و جعله في حجره، فبكى (صلّى اللّه عليه و آله)، قلت: فداك أبي و أمّي ممّ بكاؤك؟
فقال: «ابني هذا يا أسماء، إنّه تقتله الفئة الباغية من أمّتي، لا أنالهم اللّه شفاعتي يا أسماء،
[1]. ذخائر العقبى: 118، الاستيعاب 1: 383 رقم 555، الذرّية الطاهرة: 68، تاريخ أهل البيت (عليهما السلام): 74.
[2]. ذخائر العقبى: 118، سنن أبي داود 3: 106 رقم 2841، السنن الكبرى 3: 76 رقم 4545.