نام کتاب : فضائل الثقلين من كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل نویسنده : الإيجي الشافعي جلد : 1 صفحه : 264
و اعلم أنّ «النظير» في اللّغة هو الشبه و المثل، و يكون في الأشكال و الأخلاق و الأفعال، و العرب تشبّه الشيء بالشيء من جهة ما و إن خالفه في باقي الوجوه، فلا يلزم المشبّه موافقة المشبّه به في جميع الأحوال.
و لا يخفي أنّ مولانا أمير المؤمنين قد شابه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في كثير، بل في أكثر الخصال الرضيّة و الفعال الزكية و عاداته و عباداته و أحواله العلية، و قد صحّ ذلك له بالأخبار الصحيحة و الآثار الصريحة، و لا يحتاج إلى إقامة الدليل و البرهان، و لا يفتقر إلى إيضاح حجّة و بيان.
و قد عدّ بعض العلماء بعض الخصال لأمير المؤمنين عليّ التي هي فيها نظير سيدنا النبي الأمّي، فقال: هو نظيره (صلّى اللّه عليه و آله) من وجوه:
نظيره في الأصل، بدليل شاهد النسب الصريح بينهما بلا ارتياب.
و نظيره في الطهارة بدليل قوله تعالى: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ[1].
و نظيره في الأداء و التبليغ، بدليل الوحي الوارد عليه يوم إعطاء سورة براءة لغيره، فنزل جبرئيل و قال: «لا يؤدّيها إلّا أنت، أو من هو منك» فاستعادها منه، فأدّاها عليّ (عليه السلام) بوحي اللّه في الموسم.
و نظيره في كونه مولى الأمّة، بدليل قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «من كنت مولاه فعليّ مولاه».
و نظيره في مماثلة نفسيهما، و إنّ نفسه قامت مقام نفسه، و إنّ اللّه أجرى نفس عليّ مجرى نفس النبي (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ[3].
و نظيره في فتح بابه من المسجد كفتح باب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و جواز دخوله المسجد