فمن المحبّة و المودّة اهتمام الأمّة بنشر فضائلهم و مناقبهم عبر القرون و الأعصار، و رواية شمائلهم لكلّ الأجيال، و لم يقتصر الأمر على شيعتهم و مواليهم، بل قد كتبت فيهم كلّ فرقة و طائفة كتبا مستقلّة و غير مستقلّة، بحيث لم يكتب في غيرهم مثله، و لم تجد كتابا إلّا و فيه فصل أو باب يتحدّث عن فضائلهم، و منها هذا الكتاب الذي بين يديك.

الكتاب‌

و اسمه «توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل» على ما صرّح به المؤلّف في مقدّمته حسب نسخة المكتبة الوطنية پارس، أمّا في نسخة مدرسة حسين خان المروي و نسخة المكتبة الملكية ففيهما: «ترجيح الفضائل» بدل «تصحيح الفضائل»، و هي التي روى عنها الشيخ الطريحي و الشيخ نجف علي الزنوزي.

قال في الذريعة: «توضيح الدلائل في ترجيح الفضائل، ينقل عنه كثيرا الشيخ فخر الدين الطريحي في كتابه جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب، و كذا المولى نجف علي الزنوزي ينقل عنه في كتابه جواهر الأخبار المؤلّف في سنة 1280» [1].

و قد كان المؤلّف قد ألّف قبل هذا كتابا في فضائل الخلفاء الراشدين، فلمّا رأى كثرة فضائل أمير المؤمنين، جرّدها و سمّاها بذلك، فالترجيح أو التصحيح كلاهما يناسب المقام.

و لظروف قاهرة أحاطت بالمؤلّف أدّت به إلى التحفّظ عن نشر كتابه، و كانت السبب في قلّة نسخه، إذ بقي مدّة طويلة غير معروف بين الناس و طلّاب العلم، و لا منقول في كتب الفضائل، و لم يبرز منه إلّا خمسة أو ستة نسخ، و لم ينقل عنه إلّا القليل من المتأخّرين، منها: نسخة فى مكتبة الجامع الكبير بصنعاء في 293 ورقة على ما في فهرسها 4: 1755، و منها: نسخة في مكتبة صاحب العبقات في لكنهو. هذا و الكتاب‌

[1]. الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4: 493 رقم 2213.