ولا يكون الغرض متمحضاً في الإبداع والتفنن والتجديد، من دون مراعاة لهذه الجهة. فإن في ذلك خروجاً بهذه الممارسات عن أهدافها السامية التي أكدّ عليها أئمتنا (صلوات الله عليهم)، وتحجيماً لدورها في خدمة المذهب الحق. وتنقلب إلى مباريات فنية عقيمة.
وثالثاً: من إبعادها عن أن تكون مسرحاً لإبراز العضلات والتسابق والتشاح من أجل إظهار المميزات والقدرات الشخصية أو نحوه، لإلفات الأنظار، وحباً في السمعة والجاه، ونحو ذلك مما لا يناسب قدسية هذه الممارسات وسمو أهدافها وشرف انتسابها لأهل البيت (صلوات الله عليهم) .
وأولى بذلك إبعادها عن المحرمات، كالموسيقى والتبرج. فإنها مناسبات دينية روحانية مقدسة يفترض فيها أن تذكر بالله عز وجل، وبقدسية أوليائه وأصفيائه، وتكون رادعة عن كل ما لا يناسب ذلك.
وهذا يجري حتى في مناسبات الأفراح، كالمواليد الشريفة ونحوه، لأنها تتعلق بزمرة القديسين الذين هم سفراء الله عز وجل الناطقون عنه والمذكرون به، والذين هم مثال الالتزام الديني والأخلاقي.
فنحن في الوقت الذي نفرح فيه لإنعام الله تعالى على البشرية بهم، ونشكر الله تعالى على توفيقنا لموالاتهم والانتساب لهم، وإحياء أمرهم، والفرح لفرحهم، والحزن لحزنهم، علينا أن نؤدي فروض شكر ذلك بطاعة الله تعالى وتجنب معصيته، والحفاظ على هيبة تلك الشعائر وقدسيته.
وليكن في مرتكز القائمين بها وقرارة نفوسهم أن المعصومين (صلوات الله عليهم) ـ خصوصاً إمام العصر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ـ يشرفون على هذه النشاطات والممارسات أو يشاركونهم فيه، ليكون سلوكهم وأداؤهم