responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 529

الممارسات سبب لتركيزه، وتقوية كيان الشيعة، وبعث الحيوية فيهم.

ورابعاً: لأن الصراع بها مع الظالمين، والجهاد والثبات عليها في وجه الطغاة عند منعهم يتوقف على الثبات عليها في حال الرخاء، والتمسك بها في حال الدعة.

لأنها بذلك تصبح جزءاً من كيان الأمة، ومن موروثاتها العريقة المقدسة، التي يصعب عليها تركها والتجرد منه.

ويكون منع الطغاة لها جرحاً لشعور الأمة وتعدياً عليها بنظر كل منصف، فيكون من حقها الطبيعي أن تثأر لكرامته، وتبدأ ردود الفعل والصراع المرير بينها وبين الطغاة، لتثبيت شخصيته، والثبات على عاداتها وموروثاته، والحفاظ على مقدساته.

أما إذا تهاونت بها في حالة الرخاء والدعة، ولم تؤكد عليها ولا تمسكت به، فهي لا تستطيع القيام بها في حالة الشدة ومنع الطغاة له..

أولاً: لعدم تفاعلها معها وعدم اعتزازها به، بسبب ألفتها لتركه. حيث لا يكون لها من القوة والتركز في نفوسها ما يدفعها للقيام بها والصراع والتضحية في سبيله.

وثانياً: لأن الحاكم لا يكون معتدياً في منعه له، ليكون للأمة المبرر في مقاومته والصراع معه. بل تكون الأمة هي المتعدية والملومة في إقامتها والاهتمام به، بعد أن لم تكن متمسكة بها من قبل.

حيث تتمحض النشاطات المذكورة في تحدي الحاكم، والشغب ضده، وسبباً طبيعياً لإثارته، ومبرراً له في منعه، والتنكيل بمن يقوم به، وقمعه وإنزال عقابه به، وقسوته معه. وتخسر الأمة أخيراً الصفقة في الصراع. وهذا أمر حقيق بالتأمل والتدبر. والله سبحانه من وراء القصد. وهو المسدد.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست