responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 512

تحريف الأديان بنحو مهين

ومن الملفت للنظر أنه قد حصل بسبب تحريف تلك الأديان من التعدي على مقام الله عز وجل، وعلى الوسائط بينه وبين خلقه ـ من الرسل والأوصياء (صلوات الله عليهم) ـ وعلى تشريعاته القويمة، ما ترفضه العقول وتأباه النفوس بفطرته. بل يندى له الجبين وتقشعر لهوله الأبدان.

إلا أن ذلك وحده لا يكفي في وضوح بطلان ذلك وتكذيبه، وظهور الحقيقة، وتنزيه تلك الأديان، إذا لم تكن هناك ثقافة سليمة متكاملة ذات قواعد وأصول محكمة متينة، وكان لتلك الثقافة دعوة مسموعة يلجأ إليها طالب الحقيقة.

وبدون ذلك يبقى الإنسان الذي يحترم نفسه، ويعتز بعقله، ويستضيء به، مذبذباً بين الدعاوى المتناقضة للأديان المختلفة غير الخالية في نفسها عن السلبيات المذكورة، حتى قد يرفضها جميعاً ويكفر به، ويلجأ للثقافة المادية الصرفة، أو يعتنق بعض تلك الأديان بمجرد الانتساب تقليداً للآباء، من دون إيمان حقيقي متركز في أعماق النفس ودخائله.

لو تم تحريف الإسلام لضاعت معالم الحق على البشرية

ونتيجة لذلك فلو فُتح المجال لتحريف الإسلام الخاتم للأديان، ولم يكبح جماحه، نتيجة العوامل المتقدمة، لضاعت المعالم، ولم يبق بيد الناس حقيقة مقدسة تقبلها العقول، وتركن إليها النفوس، وتأخذ بمجامع القلوب، وتتفاعل بها من أجل خيرها وصلاحه.

ولبقي المجتمع الإنساني في حيرة وضياع بين الثقافات الدينية المحرّفة ـ المملوءة بالأساطير والخرافات والسلبيات، التي تأباها النفوس وترفضها العقول، كما سبق ـ والثقافة المادية الجافة، التي تأباها الفطرة السليمة، والتي

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست