responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 405

الذين جعلوا من الدين حرمة إحياء الذكريات المجيدة في الإسلام، والقيام بمظاهر التمجيد والتقديس لرموزه العظام.

فإن الجمهور ـ مع استهجانهم لفاجعة الطف عند الحديث عنه، وتعظيمهم لمقام الإمام الحسين (عليه السلام) لا يحاولون إحياء ذكرى فاجعة الطف بما يتناسب مع مبانيهم، بل لا يطيق كثير منهم النيل من الظالمين والتذكير بجرائمهم.

وقد حاول كثير منهم المنع من إحياء تلك الذكرى الأليمة، والتذكير بظلامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) وما جرى عليهم، والضغط في الاتجاه المذكور بمختلف الوسائل والحجج.

بل منعوا من لعن القائمين بتلك الجريمة النكراء والنيل منهم، وإن كان في جرائمهم ما لا يخصّ الشيعة، كواقعة الحرة الفظيعة، وهتك حرمة الحرم، وضرب مكة المكرمة والكعبة المعظمة بالمنجنيق، وغير ذلك.

وقد حاولوا تجاهل ذلك كله أو التخفيف منه، من أجل حمل المسلمين على نسيان فاجعة الطف وعدم التركيز عليها والاهتمام به، لما للتذكير بها من الآثار السلبية على مبانيهم في نظام الحكم، التي تسالموا عليه، من دون أن يستندوا إلى ركن وثيق يقف أمام الهزة العاطفية التي تحدثها هذه الذكرى الأليمة، والحساب المنطقي الذي تنبه له.

كلام الغزالي

بل انتهى الأمر ببعضهم إلى تحريم التعرض لهذه الفاجعة وما يتعلق به. فعن الغزالي: "يحرم على الواعظ وغيره رواية مقتل الحسين (رضي الله عنه) وحكاية ما جرى بين الصحابة من التشاجر والتخاصم. فإنه يهيج بغض الصحابة، والطعن فيهم، وهم أعلام الدين. وما وقع بينهم من المنازعات فيحمل على محامل صحيحة.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست