زعزعت شرعية نظام الخلافة عند الجمهور، بما في ذلك خلافة الأولين. حيث لا يتعقل المنصف شرعية نظام ينتهي بالإسلام والمسلمين في هذه المدة القصيرة إلى هذه المأساة الفظيعة والجريمة النكراء، وتداعياتها السريعة.
ولاسيما أن هذه الفاجعة ـ مع فضاعتها في نفسها ـ قد نبّهت إلى ظلامة أهل البيت (صلوات الله عليهم) على طول الخط، والى جميع سلبيات النظام المذكور ومآسيه المتتابعة في تاريخ الإسلام والمسلمين، وإلى حجم الخسارة التي تعرض لها الإسلام نتيجة انحراف السلطة فيه عن أهل البيت الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهير.
فاجعة الطف هي العقبة الكؤود أمام نظام الخلافة
وقد أكد على ذلك أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) في أحاديثهم الكثيرة، وفي الزيارات الواردة عنهم للإمام الحسين (صلوات الله عليه) .
وإذا كان احترام الجمهور للصدر الأول، بل تقديسهم لهم، نتيجة العوامل المتقدمة ـ ومنها جهود معاوية الحثيثة ـ قد كان هو العقبة الكؤود أمام دعوى النص التي يتبناها الشيعة، كما سبق، فإن فاجعة الطف صارت هي العقبة الكؤود أمام شرعية نظام الخلافة عند الجمهور، واحترام الصدر الأول ممن جرى على ذلك النظام وتقديسهم.
بل قد آذنت بنسف ذلك كله، بعد أن كان من الناحية الواقعية هش، غير محكم الأساس، ولا قوي البرهان.
موقف بعض علماء الجمهور من إحياء الفاجعة
وقد أدرك ذلك كثير من علماء الجمهور حتى قبل ظهور دعوة التكفيريين،