وأُخرى: يعترف بصواب رأيهم، إلا أنه لابد من تجاوزه. فقد قال لأحد بني عكرمة: "يا عبد الله إنه ليس يخفى عليّ. الرأي ما رأيت. ولكن الله لا يغلب على أمره" [1] .

اعتذاره (عليه السلام) برؤياه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنه ماض لما أمره

وثالثة: يقطع الطريق عليهم، معتذراً بأنه (عليه السلام) رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام، فأمره بأمر هو ماض له. قال ابن الأثير: "فنهاه جماعة، منهم أخوه محمد بن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم، فقال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المنام وأمرني بأمر، فأنا فاعل ما أمر" [2] .

ولما سئل عن الرؤيا قال: "ما حدثت بها أحد، وما أنا محدث بها أحداً حتى ألقى ربي"، كما روي ذلك في حديثه مع عبد الله بن جعفر ويحيى بن سعيد بن العاص حينما أدركاه في الطريق بعد خروجه من مكة المكرمة [3] .

[1] تاريخ الطبري ج:4 ص:301 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج:4 ص:43 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين إلى الكوفة. الإرشاد ج:2 ص:76. وغيرها من المصادر.

[2] أسد الغابة ج:2 ص:21 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. مضافاً إلى المصادر الآتية.

[3] الكامل في التاريخ ج:4 ص:41 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر مسير الحسين إلى الكوفة، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: 4 ص:292 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين (عليه السلام) من مكة متوجهاً إلى الكوفة وما كان من أمره في مسيره. تاريخ دمشق ج:14 ص:209 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. وتهذيب الكمال ج:6 ص:418 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. وتاريخ الإسلام ج:5 ص:9 حوادث سنة واحد وستين: مقتل الحسين، وغيرها من المصادر.