responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 334

عهد معاوية وما سبقها مما ظهر في عهد الخلفاء الأولين ـ مستلزم لقوة الخط الثاني، وإضفاء الشرعية على إمامة المتغلب وخلافته، بغض النظر عن شخصه وسلوكه.

ومن الطبيعي حينئذ أن يكون له التحكم في الدين، جرياً على سنن الماضين واقتداءً بهم، حيث يألف الناس ذلك، ويتأقلمون معه كأمر واقع. وقد تقدم أن ذلك هو السبب في تحريف الأديان ومسخه.

وبذلك تعرض دين الإسلام العظيم للخطر القاتل. بل تعرضت الحقيقة الدينية المقدسة عموماً للتشويه والضياع الأبدي، إذ الإسلام خاتم الأديان، وليس بعده دين ولا وحي يظهر الحقيقة، ويدافع عنه.

تفاقم الخطر بتحويل الخلافة إلى قيصرية أموية

ويزيد في هذا الخطر أن معاوية قد عهد بالخلافة إلى ولده يزيد، حيث تحولت إلى هرقلية قيصرية في ضمن عائلة خاصة. إذ تستخدم هذه العائلة الدين حينئذ لخدمة أهدافها ذات الأمد الطويل.

ولاسيما بعد أن كانت تلك العائلة خصماً عنيداً للإسلام. لما هو المعلوم من موقفهم المناهض له في بدء ظهور دعوته. وقد وترهم الإسلام في أنفسهم، وفي موقعهم الاجتماعي.

مضافاً إلى ظهور استهتارهم بالمبادئ والقيم، بحيث لا يقفون عند حدّ، ولا يمنعهم من تحقيق أهدافهم شيء.

وقد سبق منّا عرض بعض مواقفهم وثقافتهم التي كانوا يثقفون بها أهل الشام، ويحاولون تعميمها في المسلمين، وحملهم عليه، عند التعرض لما يتوقع أن يترتب على الانحراف الذي حصل، نتيجة الخروج بالسلطة في الإسلام عن واقعها الذي أراده الله تعالى، وقامت الأدلة والنصوص عليه.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست