تنبؤ الصديقة الزهراء (عليه السلام) باضطراب أوضاع المسلمين
وهو ما توقعته الصديقة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه) للأمة في مبدا انحراف مسار السلطة وخروجها عن موضعها الذي جعلها الله عز وجل فيه، حيث قالت (عليه السلام) في ختام خطبتها الصغيرة:
"أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا ملأ القعب دماً عبيط، وزعافاً مبيد. هنالك ((يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ))، ويعرف البطالون غبّ ما أسس الأولون. ثم طيبوا عن دنياكم أنفس، واطمئنوا للفتنة جأش، وأبشروا بسيف صارم، وسطوة معتد غاشم، وبهرج شامل، واستبداد من الظالمين يدع فيئكم زهيداً وجمعكم حصيد..." [1] .
مجمل الأوضاع في أوائل عهد عثمان
وأخيراً انتهى عهد عمر وجاء عهد عثمان، وعامة المسلمين بعد في غفلتهم، قد غلبت عليهم سكرة الفتوح والغنائم، و توسع رقعة الإسلام، ودخول الناس فيه أفواج، وما استتبع ذلك من تمجيد الحكام الذين حصلت الفتوح على عهدهم، وظهرت الأحاديث المكذوبة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والألقاب المنتحلة التي ترفع من شأنهم، على ما سبق.
غفلة العامة عن ابتناء بيعة عثمان على الانحراف
وقد أذهلهم ذلك كله عن تمادي السلطة في الانحراف عن الخط السليم