responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 206

أثر هذه الثقافة في إفريقية

ومن الطريف ما رواه الطبري بسنده عن أبي حارثة وأبي عثمان في حديثهما عن فتح إفريقية في عهد عثمان، ثم عن أهل إفريقية بعد الفتح. قالا: "فمازالوا من أسمع أهل البلدان وأطوعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك، أحسن أمة إسلاماً وطاعة، حتى دبّ إليهم أهل العراق. فلما دبّ إليهم دعاة أهل العراق واستثاروهم، شقوا عصاهم، وفرقوا بينهم إلى اليوم.

وكان سبب تفريقهم أنهم ردوا على أهل الأهواء، فقالوا: إنا لا نخالف الأئمة بما تجني العمال، ولا نحمل ذلك عليهم. فقالوا لهم: إنما يعمل هؤلاء بأمر أولئك. فقالوا لهم: لا نقبل ذلك حتى نبورهم [1] . فخرج ميسرة في بضعة عشر إنساناً حتى يقدم على هشام، فطلبوا الإذن، فصعب عليهم.

فأتوا الأبرش فقالوا: أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده، فإذا أصاب نَفَلَهم دونن، وقال: هم أحق به. فقلنا: هو أخلص لجهادن، لأنا لا نأخذ منه شيئ. إن كان لنا فهم منه في حلّ، وإن لم يكن لنا لم نُرِده.

وقالوا: إذا حاصرنا مدينة قال: تقدمو. وأخّر جنده. فقلنا: تقدمو، فإنه ازدياد في الجهاد، ومثلكم كفى إخوانه. فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم.

ثم إنهم عمدوا إلى ماشيتن، فجعلوا يبقرونها عن السخال يطلبون الفراء البيض لأمير المؤمنين، فيقتلون ألف شاة في جلد. فقلنا: ما أيسر هذا لأمير المؤمنين، فاحتملنا ذلك وخليناهم وذلك.

ثم إنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتن. فقلنا: لم نجد هذا في كتاب ولا سنة، ونحن مسلمون.


[1] بارَ الرجلَ: جربه واختبره.

نام کتاب : فاجعة الطف نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست