ازهد في الدّنيا يبصّرك اللّه عوراتها، و لا تغفل فلست بمغفول عنك (1) -. [3] لمّا كانت محبّة الدّنيا مستلزمة لإخفاء عيوبها عن إدراك محبّيها، كما قيل: «حبّك الشيء يعمي و يصمّ» [4] ، كان بغضها و السخط عليها رافعا لذلك الستر.
أمر عليه السلام بالزهد فيها لهذه الغاية، فإنّه إذا زهد فيها فقد سخطها، و إذا سخطها أبصر عيوبها مشاهدة لا رواية. و هذا كما قال القائل:
و عين الرضا عن كلّ عيب كليلة # و لكنّ عين السّخط تبدي المساويا