نام کتاب : شرح الرسالة الصلاتية نویسنده : البحراني، الشيخ يوسف جلد : 1 صفحه : 159
فيقول بعضهم لبعض تقدم يا فلان فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: [يتقدم القوم أقرأهم للقرآن فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سناً فإن كانوا في السن سواء فليؤمهم أعلمهم بالسنة و أفقههم في الدين]
و المستفاد من عموم الآيات و كثير من الروايات بل و الدليل العقلي أيضاً هو تقديم الأعلم كما اخترناه و إليه مال جمع من (متأخري المتأخرين) منهم (المحدث الكاشاني، و الفاضل المحقق ملا محمّد باقر الخراساني صاحب الكفاية و الذخيرة، و المحدث الشيخ محمّد الحرّ العاملي (قدس سرهم).
و من الآيات قوله سبحانه [هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لٰا يَعْلَمُونَ](8). و قوله عزّ و جل [أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لٰا يَهِدِّي إِلّٰا أَنْ يُهْدىٰ فَمٰا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ](9).
و من الأخبار ما رواه في (الفقيه)
عنه (صلى الله عليه و آله) قال: [إمام القوم وافدهم فقدموا أفضلكم]
و يعضده ما دل عليه العقل و النقل من قبح تقديم المفضول على الفاضل (ثم الأقرأ) و هل المراد به في الخبر الذي هو مستند الترجيح الأجود إتقاناً للحروف و الأسد (13) إخراجاً لها من مخارجها كما ذكره جمع من أصحابنا أو الأعرف بالأصول و القواعد المقررة بين القراء مع المعنى الأول أو الأكثر قرآناً و قراءة للقرآن (14) أو الأجود بحسب طلاقة اللسان و حسن الصوت و جودة المنطق و اللحن «احتمالات».
(ثم الأكبر سناً) و صرح جمع من الأصحاب: أن المراد من علو السن في الإسلام و هو تقييد للنص من غير دليل، و إنّما لم يذكر هنا الترجيح بالأقدم هجرة كما هو مذكور في كلام الأصحاب لأن الظاهر أن الترجيح بهذا الفرد غير جار في ما عدا زمان النبي (صلى الله عليه و آله) و ما قاربه، و إن كان أصحابنا قد أطلقوا القول في ذلك و أكثروا من الاحتمالات في إجزائه في مثل هذه الأوقات مع أن الترجيح به إنّما ورد عنه (صلى الله عليه و آله) و إن كان بنقل الأئمة (صلوات الله عليهم) و لكنّه لا يستلزم إجراءه في كل وقت و ما ذكروه من المعاني للهجرة في هذه الأزمان فكله مجرد تكليفات لا دليل عليها و لا برهان «فالأظهر قصر الحكم على ما ذكرناه» فإنّه لا هجرة إلا في تلك الأوقات.
(و) منها أنّه يستحب (إقامة الصفوف) أي جعلها مستقيمة معتدلة و يدل عليه (صحيحة محمّد بن مسلم)
عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: [قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أقيموا صفوفكم فإني أراكم من خلفي كما أراكم من قدامي و من بين يدي و لا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم]
(7) و مما يدل على ضعف التمسك بمضمون حديث أبي عبيدة هو أنّه قد قدم في الترجيح الأسن على الأعلم و الأفقه و تقديم الأسن على ذلك لم يقل به أحد ممن استدل بها على تقديم الأقرأ على الأعلم فإن أخذ و تمسك بها فليأخذ بكلها و إلا الترك.