وربما وقف الإسلام معترضاً على بعض مظاهر الخشوع التي يمارسها البعض من الناس ، والتي تسيء إلى الصورة الحقيقية التي يريد الإسلام رسمها للإنسان في علاقته بخالقه ومعبوده ، ففي الكافي عن جابر عن أبي جعفر (ع) ، قال : قلت : إن قوماً إذا ذكروا شيئاً من القرآن أو حدَّثوا به صعق أحدهم حتى يرى أن أحدهم لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك ؟ فقال : سبحان الله ! ذاك من الشيطان !! ما بهذا نعتوا ، إنما هو اللين والرقة والدمعة والوجل [2] .
ثالثاً : إن الإسلام لا يحصر التقرب إلى الله ونيل رضوانه في عدد من الأعمال والممارسات العبادية ، بل هو يعطي مفهوماً وسيعاً لأساليب التقرب إلى الله ، وربما كانت هناك أمور يعطيها الإسلام أهمية أكبر وتقديراً أكثر من العبادات العملية . ولا يخفى على أحد الأهمية التي يوليها الإسلام للتفكّر والتدبّر واستحصال البصيرة في أمور الدنيا والدين ، وتوفر هذه الأمور في شخصية الإنسان المسلم هو الذي يعطي لعباداته وأعماله قيمة ووزناً في نظر الشارع المقدس ، ومن هنا كان الإمام الصادق (ع) يقول : (أفضل العبادة إدمان التفكُّر في الله وفي قدرته) [3] .