نام کتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية نویسنده : الهاشمي، السيد كامل جلد : 1 صفحه : 23
يتلبس بهذه المظاهر والشكليات يمتلك رصيداً كبيراً من القرب إلى الله والارتباط به .
وفي قبال هذا التعامل المشوه مع قضايا الارتباط الروحي فإن الإسلام يؤكد على ما يلي :
أولاً : أن المحل الحقيقي والأول للخشوع والخضوع والخوف من الله هو قلب الإنسان وباطنه ، لا سلوكه وظاهره ، وهذا ما نلمحه في قوله تعالى حينما يصف عباده المؤمنين والصالحين : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال : 2) . وهكذا في قوله تعالى : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (الحج : 34 ـ 35) .
ومن هنا فإن الله يعاتب المؤمنين الذين يريدون لإيمانهم أن يتوقف عند حد المظاهر من دون أن ينفذ هذا الإيمان في قلوبهم فيصيرها قلوباً خاشعة خاضعة لله ، بقوله جَلَّ شأنه : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد : 16) .
ثانياً : إن خشوع الجوارح ينبغي أن يكون انعكاساً لخشوع القلب والباطن ، وإلا فإن المسألة تتحول إلى حالة مرضية لا يقرها ولا يصحِّحها الإسلام ، وفي ذلك يقول رسول الله (ص) : (ما زاد خشوع
نام کتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية نویسنده : الهاشمي، السيد كامل جلد : 1 صفحه : 23