responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية نویسنده : الهاشمي، السيد كامل    جلد : 1  صفحه : 129

الحق سبحانه إنما يهب المعاني صوراً بحكم المناسبة الواقعة بينها ، لا جزافاً ـ كما يظن المحجوبون أن الخيال يخلق تلك الصور جزافاً ، فلا يعتبرون ويسمونها أضغاث أحلام ـ بل المصور هو الحق من وراء حجابية الخيال ، ولا يصدر منه ما يخالف الحكمة . فمن عرف المناسبات التي بين الصور ومعانيها وعرف مراتب النفوس التي يظهر الصور في حضرة خيالاتهم بحسبها يعلم علم التعبير كما ينبغي . ولذلك يختلف أحكام الصورة الواحدة بالنسبة إلى أشخاص مختلفة المراتب . وهذا الانكشاف لا يحصل إلا بالتجلي الإلهي من حضرة الاسم الجامع بين الظاهر والباطن) [1] .

وقال نفسه في مقام آخر : (وأتم الأنوار التي تكشف ويكشف بها في الكاشفية ، وأعظمها نفوذاً في الأشياء بالكشف عن حقائقها ، هو النور التام العلمي الذي يكشف به ويدرك ما أراد الله بالصور المتخيلة المرئية في النوم ، المتغيرة عما كانت عليه في عالم المثال ، ويصير مشاهداً في عالم الحس بتصرف القوة المتصرفة ، وهو ـ أي الكشف عما أراد الله بها هو ـ علم التعبير .

وإنما كان ذلك النور التام العلمي أتم الأنوار وأعظمها نفوذاً لأن الصورة الواحدة المتخيلة المرئية في النوم قد تظهر في خيال أشخاص متعددة بمعانٍ كثيرة مختلفة لتفاوت استعدادات تلك الأشخاص واختلافات أمزجتهم وتباين أمكنتهم وأزمنتهم وغير ذلك . لكن يراد منها ،


[1] نقد النصوص في شرح نقش الفصوص : 161 ـ 162 .

نام کتاب : شبابنا ومشاكلهم الروحية نویسنده : الهاشمي، السيد كامل    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست