نام کتاب : سداد العباد و رشاد العباد نویسنده : آل عصفور، الشيخ حسين جلد : 1 صفحه : 443
و ذلك لاختلاف الأخبار.
ففي خبر حسان المعلم، قال سألت أبا عبد اللّٰه (عليه السلام) عن التعليم؟ فقال: لا تأخذ على التعليم أجرا، قلت: فالشعر و الرسائل و ما أشبه ذلك أشارط عليه؟ قال: نعم، بعد أن يكون الصبيان عندك سواء في التعليم لا تفضل بعضهم على بعض.
و خبر إسحاق بن عمار عن العبد الصالح (عليه السلام)، قال: قلت له: إن لنا جارا يكتب و قد سألني أن أسألك عن عمله، قال: مره إذا دفع إليه الغلام أن يقول لأهله:
إني إنما أعلّمه الكتاب و الحساب و أتجر عليه بتعليم القرآن حتى يطيب له كسبه.
و خبر جراح المدائني عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام)، قال: المعلم لا يعلم بالأجر، و يقبل الهدية إذا اهدى إليه.
و في مرسل الفقيه عن على (عليه السلام)، قال: قال (عليه السلام): من أخذ على تعليم القرآن أجرا كان حظه يوم القيامة.
و خبر زيد بن علي و مرسل الفقيه، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام)، انه أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين و اللّٰه إني أحبك للّٰه، فقال له: لكني أبغضك للّٰه. قال: و لم؟
قال: لأنك تبغي في الأذان، و تأخذ على تعليم القران أجرا، و سمعت رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم) يقول: من أخذ على تعليم القرآن أجرا كان حظه يوم القيامة.
فهذه الأخبار المانعة في مقابلتها خبر الفضل ابن أبي قرة المروي بطرق كثيرة، قال: قلت لأبي عبد اللّٰه (عليه السلام): هؤلاء يقولون إن كسب المعلم سحت، فقال: كذبوا أعداء اللّٰه انما أرادوا أن لا يعلموا أولادهم القرآن، و لو أن المعلم أعطاه رجل دية ولده لكان للمعلم مباحا.
و بهذا الخبر و ما جرى مجراه حملت تلك على الكراهة، و تارة على الواجب منه، و تارة على التقية، كما يشعر به ذلك الخبر فإذا الإباحة محققة فإنه لا يخلو مما ذكرناه من التغليظ و الكراهة.
و جاء في بعض الأخبار عن الباقر (عليه السلام) إن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم) لعن من احتاج إليه الناس ليفقههم فسألهم الرشوة.
الرابع عشر: يحرم التكسب بالدخول في أعمال الظالمين
و المعاونة لهم و لو على الطاعات و المندوبات، إلا مع الإكراه و التقيّة، أو مع نفع المؤمنين و دفع الظلم عنهم، و الأخبار بهذا المضمون مستفيضة جدا.
ففي صحيح الوليد بن صبيح قال: دخلت على أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) فاستقبلني زرارة خارجا من عنده، فقال لي أبو عبد اللّٰه (عليه السلام): يا وليد، أما تعجب من زرارة سألني عن أعمال هؤلاء أي شيء كان يريد؟ أ يريد أن أقول له لا فيروي ذلك علي؟ ثم قال
نام کتاب : سداد العباد و رشاد العباد نویسنده : آل عصفور، الشيخ حسين جلد : 1 صفحه : 443