نام کتاب : ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى(ع) نویسنده : الطبري، محب الدين جلد : 1 صفحه : 199
ذكر ما ظهر لها من الكرامة على اللّه عزّ و جلّ، و أنّها أعزّ النّاس عليه (صلّى اللّه عليه و آله)، و مغفرة اللّه لها، و إجرائها في مجرى مريم بنت عمران:
عن أبي سعيد قال: قال [1] عليّ (عليه السلام) ذات يوم: فقال: «يا فاطمة، هل عندك من شيء تغدّينيه؟.
قالت: لا و الّذي أكرم أبي بالنّبوّة ما أصبح عندي شيء أغدّيكه، (و لا أكلنا بعدك شيئا) [2]، و لا كان لنا شيء بعدك منذ يومين إلّا شيء أوثرك به على بطني، و على ابنيّ هذين.
قال: يا فاطمة، ألا أعلمتيني حتّى أبغيكم شيئا؟.
قالت: إنّي أستحي من اللّه أن أكلّفك ما لا تقدر عليه. فخرج من عندها واثقا باللّه، حسن الظّنّ به، فاستقرض دينارا، فبينا الدّينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحرّ، قد لوّحته الشّمس من فوقه و آذته من تحته. فلمّا رآه أنكره، فقال: يا مقداد، ما أزعجك من رحلك [3] هذه السّاعة؟.
قال: يا أبا حسن، خلّ سبيلي، و لا تسألني عمّا ورائي.
قال: يا ابن أخي، أنّه لا يحلّ لك أن تكتمني حالك؟.
القاهرة، وسيلة المآل للحضرمي: 77 طبعة مكتبة الظّاهرية دمشق، توضيح الدّلائل لشهاب الدّين الشّافعي: 326 (مخطوط) المكتبة الوطنية بفارس.
[1] من القيلولة، و هي النّوم في الظّهيرة. و فعله: قال يقيل. انظر، مختار الصّحاح: 1/ 233، النّهاية في غريب الحديث: 4/ 133، لسان العرب: 11/ 578.