لم يلقك المغرور إلاّ غدا # يقوّم الجنب على المصرع
ينتظر الحيّ بهم هتفة # من النّواعي و كأن قد نعي
من جاهد خاب، و من طالب # أوفى على الفجّ و لم يطلع
و مسرع أقلع من عثرة # روعاء، و العثرة للمسرع
و نادم أطرق عن حزبه، # قد نادم النّاجذ بالإصبع
معاشر ما اختلطوا بالعلى، # و لا ربوا و العزّ في موضع
شابهت السّوأة ما بينهم، # ما أشبه الحالق بالأنزع
ارتضعوا و العار من فيقة، # و نزعوا و اللّؤم من منزع [1]
من عاقد أغدر من مومس، # و واعد أكذب من يلمع [2]
راموك بالأيدي و كان السّهى # أعلى من ان يدرك بالأذرع
قد علموا عند قراع الصّفا # أنّ الصّفا العاديّ لم يقرع
قل لبهام نشرت في الرّبى: # هذا قوام الدّين، فاستجمعي
قد أصحر الضّيغم من غيله، # أظفوره منك على مطمع [3]
غضبان قد غرّك همهامه # على مجازي اللّقم المهيع [4]
كم فيك من خرق لأظفاره، # كملغم الأشدق، لم يرقع [5]
ليس كغزو الذّئب بهم الحمى، # إن مرّ بالسّخلة لم يرجع [6]
إن لم تشاور حلمه تصبحي # وليمة الذّؤبان و الأضبع [7]
يستمع الرّأي، و عنه غنى، # قد يصقل السّيف و لم يطبع
[1] الفيقة: اللبن يجتمع في الضرع بين الحلبتين.
[2] اليلمع: البرق الخلّب و السراب.
[3] أصحر: برز للصحراء.
[4] اللقم: معظم الطريق-المهيع: الواضح، البيّن.
[5] الملغم: الفم.
[6] السخلة: الشاة.
[7] إن لم تشاور حلمة: إن لم تعد الى تعقّله و رجاحة عقله.