و احتلّ غاربه وليّ خلافة، # ما كان يلبسها على ألباس [1]
سبق الرّجال إلى ذراها ناجيا # من ناب كلّ مجاذب نهّاس [2]
يقظان يخرج في الخطوب و ينثني # و لهاه للكلم الرّغيب أواس [3]
و يرقّ أحيانا، و بين ضلوعه # قلب على المال المثمّر قاس
تغدو ظبى البيض الرّقاق بقلبه # أحلى و أعذب من ظباء كناس [4]
و كأنّ حمل السّيف يقطر غربه # أنسى يمين يديه حمل الكاس
أ حسود ذي الغرر الشّوادخ أنّها # حرم على الأغيار للأفراس [5]
لا تحسدن قوما إذا فاضلتهم # فضلوك في الأخلاق و الأجناس
و إذا رميت الطّرف راعك منهم # أطلال أجبال عليك رواس
كانوا نجوما ثمّ شعشع نورهم، # و النّار أوّلها من الأقباس
مجد، أمير المؤمنين، أعدته # غضّا كنور المورق الميّاس
و بعثت في قلب الخلافة فرحة # دخلت على الخلفاء في الأرماس [6]
و مكيدة أشلى عليك نيوبها # غضبان، للقربى القريبة ناس
فغرت إليك ففتّها و تراجعت، # ففرته بالأنياب و الأضراس
حمراء من جمر الخطوب وطئتها # فلبست فيها الصّبر أيّ لباس
فردا سلكت بها المضيق و إنّما # طرق العلاء قليلة الإيناس
أورق أمين اللّه عودي، إنّما # أغراس أصلك في العلى أغراسي
و املك على من كان قبلك شاؤه # في فرط تقريبي، و في إيناسي
[1] الألباس: الشبهات، جمع لبس.
[2] النهاس: النهس هو الأخذ بالأسنان، و النهش هو الأخذ بالأضراس.
[3] الكلم الرغيب: الجرح الواسع-أواس: جمع آس، من المؤاساة.
[4] الظبى: السيوف-الظباء: الغزلان، و هو يجانس بينهما-الكناس:
مبيت الغزال.
[5] الشوادخ، من الشدخ: انتشار الغرة.
[6] الأرماس: القبور.