تجاف عن الأعداء
(الطويل)
تجاف عن الأعداء بقيا، فربّما # كفيت و لم تعقر بناب و لا ظفر [1]
و لا تبر منهم كلّ عود تخافه، # فإنّ الأعادي ينبتون مع الدّهر
دخول على زحلوفة الخطب بعد ما # ترامت بهم أرجاء مظلمة القعر [2]
إذا شئت أن تبقى خليّا من العدى # فعش عيش خال من علاء و من وفر [3]
إذا أنت أفنيت العرانين و الذّرى، # رمتك اللّيالي عن يد الخامل الغمر [4]
و هبك اتّقيت السّهم من حيث يتّقى، # فمن ليد ترميك من حيث لا تدري [5]
تحامي على دار المقام سفاهة، # ضلالا لذا رأيا، و نحن مع السّفر [6]
لو لا هناة
و لو لا هناة، و الهناة معاذر، # لطارت برحلي عنك بزلاء ضامر [7]
و شيّعت أظعانا، كأنّ زهاءها، # بجانب ذي القلاّم، نخل مواقر [8]
مفارق دار طأطأ الذّلّ أهلها، # و ما عزّ دار ليس فيها معاشر
[1] بقيا: للبقاء و الثبات.
[2] الزحلوفة: الزحلوقة، ما يسبب الانزلاق، المنحدر المالس.
[3] الوفر: المال.
[4] العرانين، جمع عرنين: الأنف-الغمر: المغمور، الخامل الذكر.
[5] يد: عذر، قدر.
[6] السّفر: المسافرون.
[7] هناة: داهية-البزلاء: الناقة الشابة.
[8] الزهاء: المقدار-ذو القلاّم: اسم موضع-المواقر: المثقلة بثمرها.