يا طلح رامة لا سقّيت من شجر # مذمّم الأرض لا ظلّ و لا ثمر
كأنّني يوم أستدريك من حذر # جاني دم طاح لا منجى و لا وزر
سيّان عندي و أيدي الحيّ جامدة # إن أخطأ القطر واديهم و إن مطروا
ما كلّ مثمرة تحلو لذائقها؛ # إنّ السّياط لها من مثلها ثمر [1]
ألوم من لا يعدّ اللّؤم منقصة، # و ضاع عتب مسيء ليس يعتذر
يا نفس لا تهلكي يأسا، و لا تدعي # لوك الشّكائم حتّى ينجلي العمر
قالوا: انتظرها و إن عزّت مطالبها، # هل ينظر القدر الجاني، فأنتظر
ألقى المطامع مبتوتا حبائلها # للرّزق و الرّزق لا الدّاني و لا القفر [2]
طأمن رجاءك لا الأطواد مورقة # يوما و لا جندل البقعاء معتصر [3]
ليل من الهمّ لا يدعى السّمير له # أعمى المطالع لا نجم و لا سحر
أنقّل النّفس من صبر إلى جزع، # و الصّبر أعود إلاّ أنّه صبر [4]
ماء وجه المرء
(الطويل)
أرى ماء وجه المرء من ماء عرضه، # فحذرك لا يقطر على العار قاطره
فإن أنت لم تستبق بالصّون بعضه، # تتابع مطلولا على الذّلّ سائره
تنكّر هذا النّاس بعدك للنّدى، # و أقلع من نوء المكارم ماطره
فأولاهم بالحمد من لان ردّه، # و من حسنت علاّته و معاذره
[1] الثمر: عقدة في طرف السوط، تشبيها بالثمر في الشكل و التدلي.
[2] مبتوتا: مقطوعا-القفر: القليل المال.
[3] طأمن: سكّن-الجندل: الصخر.
[4] أعود: أنفع-صبر: عصارة شجر مر.
غ