و كم من طعنة في رحب صدر # يجوز بها إلى القلب الصّدار
فلو لا أنّها فهقت نجيعا، # تخرّقها لوسعتها الغبار
و قد جثم الرّدى في كلّ سهم # له في كلّ حيزوم مطار [1]
إذا اختارت بنو قيس نزالي # رجعت و للرّدى فيها الخيار
برمح طرفه يزداد لحظا، # إذا ما غضّ منه دم ممار [2]
صموت بين أطراف العوالي، # و في طعن القلوب له خوار
إذا سالت عواليه بحتف، # فليس لها سوى قلب قرار
يصدّ حسامهم عن ماء قلبي، # و أعلم أنّ غربيه حرار [3]
و ينكص رمحهم في الطّعن حتّى # كأنّ كعوبه عنّي قصار
عقاب النّصر تحتهم مهيض، # و نسر الموت فوقهم مطار [4]
لقد أضحكت عنّي آل فهر # بأرماح بكت فيها نزار
هم شهب، إذا اتقدوا لحرب # فخرصان الرّماح لها شرار
إذا وقفت قناهم عن طعان، # فليس لها سوى الموت انتظار
إذا اطّردت أكفّهم بجود # أسرّت ماءها السّحب الغزار
بهم ألف الضّرائب حدّ سيفي، # و شجّعني على الطّلب الخطار [5]
خذي أو ذري
(الرجز)
قد زيّلت عظيمة، فشمّري، # و ارضي بما جرّ القضاء و اصبري [6]
[1] الحيزوم: ما شمل الحلقوم من جهة الصدر.
[2] ممار: سائل.
[3] أن غريبه حرار: أن حدّيه عطاش.
[4] مهيض: مكسور الجناح، و أراد بعقاب النصر: الراية.
[5] الخطار: جمع خطر.
[6] زيّلت: فرّقت.