و يحبو بها الأعياس حتّى كأنّها # تنصّ على أخفافها بالكراكر [1]
و مولى أدانيه على السّخط و الرّضى، # و يبعط عنّي، و القنا في الحناجر [2]
يهزّ عليّ السّوط، و الرّمح دونه، # و هزّ العوالي غير هزّ المخاصر
عطفت له صدر الأصمّ، و تحته # عواطف أسباب الحقود النّوافر
فخرّ، و فيه للطّعان مناظر # يطالعها طير الفلا بالمناسر
فما ظفرت من نفسه أمّ قشعم، # بما ظفرت من جسمه أمّ عامر [3]
و ركب تفادى النّوم أن يستخفّه # إذا ما الكرى ألقى يدا في المحاجر
وردت به بحبوحة الورد، فانثنى # يقلّص صافي مائه في المشافر
و غادر أحشاء الغدير ضوامرا، # من الماء في ظمء النّواحي الضّوامر
ورود خفيف الورد أوّل وارد # طروقا إلى ماء، و أوّل صادر
إذا هزّ أطراف الخليج رمت به الـ # موارد خفّا في وجوه المصادر
و كان إذا ما عاقه بعد مطلب # يضعضع أعضاد المطيّ الزّوافر
تمرّس بالأيّام حتّى ألفنه، # و كرّ على أحداثها و الدّوائر
و أخطأ سهم القطر مقتل محله # فزمّ قسيّ العاديات الهوامر [4]
فتى حين أكدت أرضه هجمت به # على لابن من آل عدنان تامر [5]
على ماجد لا يسرح اللّؤم عنده، # و لا تدّرى أفعاله بالمناكر [6]
[1] الأعياس: النياق، جمع عيس-تنص: تحث على السير-الكراكر:
الصدور.
[2] يبعط: يبعد.
[3] أم قشعم: المنية-أم عامر: الضبع.
[4] القطر: النحاس-المحل: الخديعة و الكيد، و رجل محل: لا نفع منه -زم: تقدم في السير-القسي: السير الشديد-العاديات: الخيل -الهوامر: الضاربات بالحوافر.
[5] أكدت: بخلت في العطاء-لابن: ذو اللبن و كثيره، ساقي اللبن.
[6] ماجد: صاحب المجد.