responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 412

و لمّا غدونا للوداع و نقّرت # صروف النّوى دون الخليط المجاور [1]

عنيت من القلب العفيف بعاذل، # و من خدع الشّوق السّفيه بعاذر

عشيّة لا عرس الوفاء بمرمل # لدينا، و لا أمّ الصّفاء بعاقر [2]

و من لم ينل أطماعه من حبيبه # رضي، غير راض، بالخيال المزاور

و كنت أذود الدّمع إلاّ أقلّه # لسقيا حمى من بعد بينك داثر

و إنّي لا أرضى، إذا ما تحمّلت # إليه مرابيع السّحاب المواطر

كليني إلى ليل، كأنّ نجومه # تغازل طرفي عن عيون الجآذر [3]

أمرّ بدار منك مشجوجة الثّرى # بمجرى نسيم الآنسات الغرائر [4]

تمرّ عليها الرّيح، و هي كأنّها # تلفّت في أعطاف تلك المقاصر

و يشهق فيها بالأصائل و الضّحى # حيا كلّ عرّاص الشّآبيب ماطر [5]

و يستنّ فيها البرق حتّى تخاله # يفيض بفيض القطر في كلّ حاجر

و لمّا رأيت اللّيل مسترق الخطى، # و أطرافه تجلو وجوه التّباشر [6]

أرقت لأجفان الرّكائب هبّة # بألحاظ جوّال العزائم ساهر

رسيما به يعتلّ بالأعين الكرى، # و ينشقّ عن مكنونه كلّ ناظر [7]

بيهماء يستغوي الحداة سرابها # على ظما بين الجوانح ثائر [8]


[1] نقرت: نبهت.

[2] مرمل: نافد. أي أنهم يحافظون على الوفاء فلا ينفد و لا ينضب، كما يحافظون على صفاء المودّة.

[3] الجآذر، جمع جؤذر: غزال.

[4] مشجوجة: ممزوجة-الغرائر: الفتيات.

[5] الحيا: المطر-العرّاص: السحاب ذو البرق و الرعد-الشآبيب، جمع شؤبوب: دفعة المطر.

[6] التباشر: أوائل الصباح.

[7] الرسيم: ضرب من سير الابل-يعتل: يتعلل.

[8] اليهماء: الفلاة لا ماء فيها-الجوانح: الاحشاء.

نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست