و لو جاهرته بالبأس يوما، # لأبرأ ذلك الجرب الهناء
و كنت، إذا وعدت على اللّيالي، # تمطّر في مواعدك الرّجاء
و أعجلك الصّريخ إلى المعالي، # كما يستعجل الإبل الحداء
و أيّ فتى أصاب الدّهر منّا، # تصاب به المروءة و الوفاء
صقيل الطّبع رقراق الحواشي، # كما اصطفقت على الرّوض الأضاء [1]
ينال المجد وضّاح المحيّا، # طويل الباع، عمّته لواء
كلام تستجيب له المعالي، # و وجه يستبدّ به الحياء
فلا زالت همومك آمرات # على الأيّام يخدمها القضاء
تجول على ذوابلك المنايا، # و يخطر في منازلك العلاء
تعيرني فتاة
(الوافر)
تعيّرني فتاة الحيّ أنّي # حظيت من المروءة و الفتاء [2]
و أنّي لا أميل إلى جواد # يعبّد حرّ وجهي للعطاء [3]
لعمرك ما لغدرك فيّ ذنب، # و ليس الذّنب إلاّ من وفائي
و ما جود الزّفير عليك جودا، # و لكن ذاك من لؤم العزاء [4]
معاداة الرّجال على اللّيالي، # أطيق، و لا مداراة النّساء
[1] الأضاء: الأجمة.
[2] الفتاء: الفتوّة و السخاء.
[3] أي لا أرتاح الى كريم يسخو مقابل خضوع الناس له.
[4] الزفير: الداهية.
غ