داء بقلبي لا يعود طبيبه # يأسا إليّ، و لا يصاب دواؤه
فاذهب، فلا بقي الزّمان، و قد هوى # بك صرفه و قضى عليك قضاؤه
ما لي أودع
(الكامل)
نظم هذه المقطوعة في رثاء أحد أصدقائه.
ما لي أودّع كلّ يوم ظاعنا، # لو كنت آمل للوداع لقاء [1]
و أروح أذكر ما أكون لعهده، # فكأنّني استودعته الأحشاء
فرغت يدي منه، و قد رجعت به # أيدي النّوائب و الخطوب ملاء
تشكو القذى عيني، فيكثر شكوها # حتى يعود قذى بها أقذاء [2]
شرق من الحدثان لو يرمى به # ذا الماء من ألم أغصّ الماء [3]
أحبابي الأدنين كم ألقى بكم # داء يمضّ، فلا أداوي الدّاء [4]
أحيا إخاءكم الممات، و غيركم # جرّبتهم، فثكلتهم أحياء
إلاّ يكن جسدي أصيب، فإنّني # فرّقته، فدفنته أعضاء
[1] ظاعنا: راحلا، و القول كناية عن الفقيد.
[2] يعتمد في هذا البيت و في البيت السابق المقابلة، و يعطي اللفظة معاني مختلفة.
[3] الشرق: الغص بالماء.
[4] الأدنين: الأقربين-يمض: يؤلم.
غ