وغدت عليك من الخماءل يمنة # تستام نافقة على روّادها [1]
هل تطلبون من النّواظر بعدكم # شيئا، سوى عبراتها و سهادها
لم يبق ذخر للمدامع عنكم، # كلاّ، و لا عين جرى لرقادها
شغل الدّموع عن الدّيار بكاؤنا # لبكاء فاطمة على أولادها
لم يخلفوها في الشّهيد و قد رأى # دفع الفرات يذاد عن أورادها [2]
أ ترى درت أنّ الحسين طريدة # لقنا بني الطّرداء عند ولادها [3]
كانت مآتم بالعراق تعدّها # أمويّة بالشّام من أعيادها
ما راقبت غضب النّبيّ، و قد غدا # زرع النّبيّ مظنّة لحصادها
باعت بصائر دينها بضلالها، # و شرت معاطب غيّها برشادها
جعلت رسول اللّه من خصمائها، # فلبئس ما ذخرت ليوم معادها
نسل النّبيّ على صعاب مطيّها، # و دم النّبيّ على رءوس صعادها
وا لهفتاه لعصبة علويّة، # تبعت أميّة بعد عزّ قيادها
جعلت عران الذّلّ في آنافها، # و علاط و سم الضّيم في أجيادها [4]
زعمت بأنّ الدّين سوّغ قتلها، # أو ليس هذا الدّين عن أجدادها
طلبت تراث الجاهليّة عندها، # و شفت قديم الغلّ من أحقادها [5]
و استأثرت بالأمر عن غيّابها، # و قضت بما شاءت على شهّادها
اللّه سابقكم إلى أرواحها، # و كسبتم الآثام في أجسادها [6]
[1] الخماءل، جمع خميلة: الثوب المخملي-اليمنة: نسبة الى اليمن- تستام: تسأل عن الثمن-روادها: طلابها.
[2] الدفع، جمع دفعة: دفعة المطر، استعارها للفرات-يذاد: يمنع- أورادها: شربها.
[3] الطرداء: المطرودون، و بنو الطرداء: لقب الخارجين عن طاعة الامام علي.
[4] العران: عود يجعل في أنف البعير-العلاط: حبل يجعل في عنقه:
الضيم: الذل.
[5] التراث: الميراث-الغل: الحقد.
[6] أجسادها: دماؤها، جمع جسد.