responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 154

أصابت سهام الحادثات قلوبها، # فكم أعقبت روعا يروع العواقبا

لقد وعدتنا، إذ رغبنا رغايبا، # فلمّا أصبن الظّنّ أعطت مصائبا

و أرضعن أفواه المطامع فجعة، # فطمن بها عند النّجاح المطالبا

بمفقودة ينهلّ ماء مصابها # دموعا على خدّ الزّمان سواكبا

إذا قعدت أحزانها في قلوبنا، # أقمنا على الصّبر الشّفاه نوادبا

صبرنا فغصّصنا الزّمان بريقه، # على أنّ للأيّام فينا مضاربا

و لم نطرح الأسلاب يوما لنكبة، # و إن جذب المقدار منّا المجاذبا [1]

ألا إنّ هذا الثّاكل الحسب الّذي # به ثكل المجد التّليد المناقبا

رمى في يمين الدّهر درّة سؤدد، # فأحج بها يحنو عليها الرّواجبا [2]

و قد شنّ فيها حادث الموت غارة، # ثنتنا و لم تطلع إلينا كتائبا

فلا تحسبن رزء الصّغائر هيّنا، # فإنّ وجى الأخفاف ينضي الغواربا [3]

سقى اللّه حصباء الثّرى كلّ ليلة # سحائب ينزعن الرّياح الحواصبا

جنادل من قبر كأنّ صدورها، # حباه الحيا دون القبور، محاربا [4]

أقامت به حتّى لودّت عيوننا، # و لم تبق دمعا أن يكون سحائبا

تراب يرى أنّ النّجوم ترابه، # و يحسب أحجار الصّفيح الكواكبا

و سيف نضي من جفنه، غير أنّه # رضي لحده من غمده الدّهر صاحبا

يغطّي الثّرى عنّا وجوها مضيئة، # كما كفر الغيم النّجوم الثّواقبا [5]

و رزء رمى صدر الأماني بيأسها، # و كنّ إلى ورد المعالي قواربا [6]


[1] المقدار: المقدر.

[2] أحج: فعل تعجب، أي أخلق-يحنو: يلوي-الرواجب: مفاصل أصول الأصابع.

[3] الوجى: الحفا-الغوارب، جمع غارب: ما بين العنق و السنام.

[4] جنادل: حجارة، صخور-الحيا: المطر.

[5] كفر: غطّى-النجوم الثواقب: النجوم المشعّة.

[6] رزء: مصاب-قوارب، جمع قارب: طالب الماء.

نام کتاب : ديوان الشريف الرضي نویسنده : السيد الشريف الرضي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست