وطئن النّجيع بأرساغهنّ، # ممّا انتعلن الرّبى و الذّأب [1]
و كم قرع الدّوّ من حافر # يخال على الأرض قعبا يكبّ [2]
تهزّ السّيوف لأعناقكم # فتأبى مضارب تلك القضب
و تسفر أحسابنا بيننا، # فنلقي طوائلنا أو نهبّ [3]
يناشدنا اللّه في حربكم # عريق لكم في أبينا ضرب
و ما أحدث الدّهر من نبوة، # و قطّع ما بيننا من سبب [4]
فإنّ النّفوس إليكم تشاق؛ # و إنّ القلوب عليكم تجب
و إنّا نرى لجوار الدّيار # حقوقا، فكيف جوار النّسب
تماسس أرحامنا، و الذّما # م من دون ذاك علينا يجب
فإن نرع شركة أحسابنا # جميعا، فذلك دين العرب
إذا لبست بقواها قوى، # و إن طنب مسّ منها طنب [5]
أراح بني عامر ذلّهم، # و عرّضنا عزّنا للتّعب
و فرنا عليهم طريق البقاء، # و خلّوا لنا عن طريق العطب
فقد أصبحوا في ذمام الخمول، # لا تدّريهم مرامي النّوب [6]
أبى النّاس إلاّ ذميم النّفاق، # إذا جرّبوا، أو قبيح الكذب
كلاب تبصبص خوف الهوان، # و تنبح بين يدي من غلب [7]
أذمّ لوجهي على ما به، # و لا يعدل الذّلّ عندي النّشب [8]
[1] النجيع: الدم الضارب الى السواد-الأرساغ، جمع رسغ: مفصل ما بين الساق و القدم-الذأب: الخوف، سوق الدابة أو الناقة.
[2] الدّو: الفلاة-القعب: القدح الضخم.
[3] نلقي: نبذل-طوائلنا، جمع طائله: الفضل و السعة.
[4] النبوة: البعد، الجفاء-سبب: صلة، علاقة.
[5] لبست: خلطت-القوى، جمع قوة: طاقة الحبل-الطنب: الحبل.
[6] تدّريهم: تختلهم.
[7] تبصبص: تحرك أذنابها.
[8] النشب: المال و الأملاك.