فأدخلوني ديرا أكبر من ذلك الدير، فإذا فيه تماثيل و صور أكثر مما في ذلك الدير فقالوا لي: انظر، هل ترى صورته؟ فنظرت فإذا أنا بصفة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و صورته، و إذا أنا بصفة أبي بكر و صورته و هو آخذ بعقب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقالوا: هل ترى صورته؟ قلت: نعم، و قلت: لا أخبركم حتى أعلم ما تقولون، قالوا: أهو هذا؟ قلت: نعم، و أشاروا إلى جبهة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقلت: اللهمّ نعم، أشهد أنّه هو، قالوا: هل تعرف هذا؟ قلت:
نعم، قالوا لي: نشهد أنّ هذا صاحبكم و أنّ هذا لخليفة من بعده.
13- حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن جعفر ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا مسعود بن يزيد القطان قال: ثنا أبو داود قال: ثنا عبّاد بن يزيد عن موسى بن عقبة القرشي.
أنّ هشام بن العاص و نعيم بن عبد اللّه و رجلا آخر قد سماه بعثوا إلى ملك الروم زمن أبي بكر، قال: فدخلنا على جبلة بن الأيهم و هو بالغوطة [1] فإذا عليه ثياب سود و إذا كل شيء حوله أسود، فقال: يا هشام كلّمه، فكلّمه و دعاه إلى اللّه تعالى، فقال: ما هذه الثياب السود؟ قال:
لبستها نذرا و لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام كلها، قال، فقلنا: فو اللّه لنأخذنّه منك و ملك الملك الأعظم إن شاء اللّه، أخبرنا بذلك نبينا (صلى اللّه عليه و سلم).
(ح/ 13) قال ابن حجر: و في دلائل النبوة لأبي نعيم بإسناد ضعيف أنّ هرقل أخرج لهم سفطا من ذهب عليه قفل من ذهب؛ فأخرج منه حريرة مطوية فيها صور، فعرضها عليه إلى أنّ كان آخرها صورة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) فقلنا بأجمعنا هذه صورة محمد، فذكر لهم أنّها صورة الأنبياء و أنّه خاتمهم (صلى اللّه عليه و سلم). قال و وقع في أمالي المحاملي رواية الأصبهانيين من طريق هشام بن عروة عن أبي سفيان أنّ صاحب بصرى أخذه و ناسكا معه و هم في تجارة، فذكر القصة مختصرة دون الكتاب و ما فيه، و فيها زيادة في آخرها- انظر: فتح الباري 9/ 285-.