responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 1  صفحه : 169

من القوم، و يراها محلّقة على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، قال بحيرا: يا معشر قريش لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي هذا، قالوا: ما تخلّف أحد إلا غلام، و هو أحدث القوم سنا في رحالنا، قال ادعوه فليحضر طعامي، فما أقبح من أن تحضروا و يتخلف واحد، إني أراه من أنفسكم، قالوا هو و اللّه من أوسطنا [1] نسبا، و ابن أخي هذا الرجل، و هو من ولد عبد المطلب، فقام الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف فقال: و اللّه كاد اليوم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه، و أقبل به حتى أجلسه على الطعام، و الغمامة تسير على رأسه، و انقلعت الشجرة من أصلها حين فارقها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و جعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا و ينظر إلى شي‌ء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته، فلما تفرّقوا عن طعامهم قام إليه بحيرا فقال: يا غلام أسألك بحقّ اللّات و العزّى، إلّا أخبرتني عما أسألك عنه؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): و أي حقّ لهما عندي؟ لا تسألني بحقّ اللّات و العزّى، فواللّه ما أبغضت شيئا قطّ بغضهما، و ما تأمّلتهما بالنظر إليهما كراهة لهما، و لكن اسألني باللّه أخبرك عما تسألني عنه إن كان عندي علم، قال بحيرا: فباللّه أسألك، و جعل يسأله عن أشياء من أحواله فيخبره، حتى سأله عن نومه؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): تنام عيناي و لا ينام قلبي، و جعل ينظر في عينيه إلى الحمرة، ثم قال لقومه:

أخبروني عن هذه الحمرة تأتي و تذهب، أو لا تفارقه؟ قالوا ما رأيناها فارقته قطّ، و كلّمه أن ينزع جبّة عليه، حتى نظر إلى ظهره و إلى خاتم النبوة بين كتفيه (عليه السلام) مثل زرّ الحجلة متواسطا، فاقشعرّت كلّ شعرة في رأسه، و قبّل موضع خاتم النبوة، و جعلت قريش تقول إن لمحمد عند هذا الرّاهب لقدرا، و جعل أبو طالب- لما رأى من الراهب- يخاف على ابن أخيه.

ثم قال الراهب لأبي طالب ما يكون هذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال: ما هو بابنك، و ما ينبغي أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: توفي و أمه حبلى به، قال: فما فعلت أمّه؟ قال: توفيت قريبا قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلدك و أحذر عليه اليهود، فواللّه إن رأوه أو عرفوا منه الذي أعرف ليبغنّه عنتا [2] فإنه كائن لابن أخيك شأن عظيم نجده في كتبنا، و ما ورثنا من آبائنا، و قد أخذ علينا


[1] أوسطنا نسبا: أعلانا.

[2] في الأصل «ليغتنه غتا» فصححناه من الخصائص و سيرة ابن هشام.

نام کتاب : دلائل النبوة نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست