responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 1  صفحه : 168

ذكر خروج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الشام في المرة الأولى و ما اشتمل عليه ذلك من الدلائل المتقدمة لنبوته (صلى اللّه عليه و سلم) و هو ابن عشر سنين.

108- أجمعت قريش أن يجهزوا عيرا إلى الشام بتجارات و أموال عظام، و أجمع أبو طالب المسير في تلك العير، فلما تهيأ له المسير انتظر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هل يشخص معه، فرقّ عليه أبو طالب قال: أتخرج؟ فكلمه عمومته و عماته، و قالوا لأبي طالب: مثل هذا الغلام لا يخرج به، تعرّضه للأرياف و الأوباء، فهمّ أبو طالب بتخليفه، فرآه يبكي، قال: ما لك يا ابن أخي؟ لعل بكاءك من أجل أني أريد أن أخلّفك، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): نعم، فقال أبو طالب: فإني لا أفارقك أبدا، فاخرج معي، فخرج، فلما نزل الركب بصرى من الشام و بها راهب يقال له «بحيرا» الراهب في صومعة و كان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه، فلما نزلوا ببحيرا و كان كثيرا ما يمرون به قبل ذلك لا يكلمهم، حتى كان ذلك العام، فنزلوا قريبا من صومعته و قد كانوا ينزلون قبل ذلك، فلما مرّوا عليه صنع لهم طعاما و دعاهم، و إنما حمله على ذلك أنه رآهم حين طلعوا و غمامة تظلّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من بين القوم، حتى نزلوا تحت شجرة، ثم نظر تلك الغمامة قد أظلّت الشجرة فتهصّرت‌ [1] أغصان الشجرة على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) حتى استظلّ، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته و أمر بذلك الطعام فأتي به، و أرسل إليهم: يا معشر قريش إني قد صنعت لكم طعاما، و أنا أريد أن تحضروه و لا يتخلفنّ منكم صغير و لا كبير، و لا حرّ و لا عبد، فإن هذا شي‌ء تكرمونني به، فقال رجل من القوم: إن لك لشأنا يا بحيرا، ما كنت تصنع قبل هذا، فما شأنك اليوم، فقال أحببت أن أكرمكم، و لكم عليّ حق، فاجتمعوا إليه، و تخلّف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لحداثة سنه، ليس في القوم أصغر منه سنا، ينظر رجالهم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرا إلى القوم و لم ير الصّفة التي يعرف و يجدها عنده، و جعل ينظر فلا يرى الغمامة على أحد


(ح/ 108) هكذا أخرجه أبو نعيم بدون إسناد، و لكن قال السيوطي في الخصائص 1/ 211 أخرجه أبو نعيم عن الواقدي عن شيوخه: قلت فلعله عطفه على إسناد الحديث رقم (99) فسقط في الأصل. و قال ابن حجر في الإصابة 1/ 179 ذكره أبو نعيم في الدلائل عن الواقدي و كذا هو في طبقات ابن سعد عنه بإسناده أنه كان له حينئذ اثنتا عشر سنة و ذكر القصة- ر: طبقات ابن سعد 1/ 121- و الواقدي متروك. و قال السيوطي في الخصائص 1/ 208 أخرجه البيهقي عن ابن إسحاق مع زيادة شعر أبي طالب، و أخرج هذه القصة ابن هشام في السيرة 1/ 180 قال قال ابن إسحاق فذكرها.


[1] في الأصل «فاخضرت» و ما أثبتناه هو الصحيح، كما في سيرة ابن هشام و الخصائص، و معنى تهصرت: مالت و تدلت.

نام کتاب : دلائل النبوة نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست