و يذكر الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ أنّ وفاة أبي نعيم كانت في العشرين من محرم سنة ثلاثين و أربعمائة، فهو يتفق مع ابن خلكان في سنة الوفاة و لكنّه يختلف معه في اليوم الذي حدثت فيه الوفاة، و الخطب بينهما يسير.
و يذكر ابن الصلاح في مقدمته [1] أنّ أبا نعيم توفي سنة ثلاثين و أربعمائة في شهر صفر، و يذكر ذلك ابن خلكان أيضا، أمّا ابن كثير في البداية و النهاية فيذكر وفاة أبي نعيم في حوادث سنة تسع و عشرين و أربعمائة في شهر محرم.
فهو يختلف مع كل من أرّخ لأبي نعيم في سنة الوفاة، و لم أر من تابع ابن كثير في ذلك.
و الصواب- و اللّه أعلم- أنّ وفاة أبي نعيم كانت سنة ثلاثين و أربعمائة، لأنّ المؤرخين يذكرون أنّه في السنة التي توفي فيها أبو نعيم توفي أيضا العالم المحدث أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد اللّه بن بشران البغدادي، و المفسر أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير، الذي قرأ عليه الخطيب البغدادي صحيح البخاري في ثلاثة مجالس، و أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي الحاج الفاسي نزيل القيروان، عالم المغرب و علمها الفذ في عصره، و قد كانت وفاة هؤلاء جميعا سنة ثلاثين و أربعمائة.
رحم اللّه أبا نعيم الأصبهاني: فقد مات، و ما مات، لأنّه لم تمت آثاره.