الشخصيات العلمية المرموقة في الحوزة العلمية ، وجمع إلى عمله العلمي المتمثِّل بمجموعةٍ من المؤلَّفات في مجالاتٍ متعدِّدة ، كالفقه والتاريخ وغيرها ، عملاً اجتماعياً في مجالاتٍ عدّة . وهو يقوم الآن بأعباء الأمانة العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) . وكنَّا قد نشرنا جزءاً من هذا الحوار في العدد العاشر من المجلَّة ، وها نحن نعاود نشره في هذا الكتاب كاملاً ؛ ليعمَّ نفعه وتنتشر فائدته .
ويُحاول الشيخ الآصفي ـ في حواره ـ تحليل النظرية الإسلامية حول الجهاد والعنف والتسامح ؛ ليحدِّد موقفه الاجتهادي من هذه المفاهيم ، وأبرز ما يقدِّمه هذا الحوار للقارئ ، هو أنَّ الرحمة ليست قيمة مطلقة ، وكذلك العنف وسائر المفاهيم المشابهة ، فقد تكون الرحمة تساهلاً مذموماً إذا طبِّقت مع المجرم ، وكذلك الشدَّة أو العنف فمَن يعنف ظالماً لا يستحقُّ إلاَّ العنف إذا عدمنا وسيلة أُخرى لردعه عن ظلمه .
ثمَّ يقف الشيخ الآصفي وقفة اجتهادية مطوَّلة ، ليستعرض الموقف الإسلامي من الخروج على الحاكم والخضوع له ، ويقارن بين مواقف الفقهاء على اختلاف مدارسهم الفقهية ومشاربهم في البحث الفقهي ؛ فيتوصل إلى إمكانية تبرير الخروج والثورة ، ضمن مجموعة من الضوابط والقوانين ، التي تحول دون الوقوع في الفتنة أو الفوضى .