يتعرّض الفكر الإسلامي بين فينة وأخرى لمحاولات تشويه لكثير من مفاهيمه ، وضرب لكثير من قيمه التي ينادي بها في محاولة التغيير الاجتماعي ، وتتمُّ هذه المحاولات عبر التركيز على قيمة في مقابل قيمة ، ومفهوم في مقابل مفهوم ، فتُطلق قيمة التسامح في مقابل تشدُّد إسلامي مدَّعى ، والرفق في مقابل عنف يُلحَقُ بالإسلام ، وكذلك تجري محاولات حثيثة للربط بين مفهوم الجهاد ومنظومة أخرى ، من المفاهيم السلبية أو التي تُروَّج بطريقة تشي بسلبيتها ، من قبيل : الإرهاب ، العنف ، الإكراه وسلب الحرِّية ، انتشار الإسلام بالسيف ... إلى ما هنالك ممَّا يحفل به قاموس هذا النوع من الدراسات .
وهذا الأمر يوجِب على المثقَّف المسؤول والملتزم ، أن يسعى لتظهير هذه المحاولات جميعاً ، واستكشاف مراميها وأبعادها ؛ لتحديد الموقف الإسلامي منها لقبولها أو رفضها ، أو فكِّ هذا الارتباط إن كان مصطنعاً أو الإصرار عليه إن كان حقَّاً صريحاً .
وهذا هو ما تُحاول مجلَّة ( الحياة الطيِّبة ) القيام به ، من خلال معالجة كثير من الإشكاليات التي يُثار غبارها ليحجب شمس الحق الإسلامي أو يكدِّر صفاء ضوئها .
وفي هذا الكتاب من سلسلة كتاب ( الحياة الطيبة ) اخترنا حواراً مطوَّلاً أجريناه مع سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي ، الذي يمثّل واحداً من