نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي جلد : 1 صفحه : 208
حكمه و وجوب اتّباعه كما تدلّ عليه تتمّة الخبر. و (صلّى اللّٰه على محمّد و آله سادات البشر ما تبزغ الشمس و يطلع القمر).
[تحقيق لطيف في الحديث النبوي حول السؤال عن القيامة]
ورد في الخبر عن سيّد البشر (صلى الله عليه و آله) أنّه سئل عن القيامة متى تكون؟ قال: «إذا تكاملت العدّتان» [1]. أي: عدّة النفوس و عدّة الأبدان، بمعنى أنّ كلّ نفس مكلّفة، سماوية كانت أم أرضية، ملكية كانت أم إنسية أو جنّية، إذا تعلّقت ببدنها و كسبت فيه ما هي كاسبة له و انقضت مدّتها فحينئذ فتقوم القيامة لانقضاء مدّة دار التكليف، أو عدّة الليالي و الأيام، أو عدّة الشهور و الأعوام، فإذا تكاملتا في علم اللّٰه العزيز العلّام انقضت مدّة الدنيا و طويت السماء فحينئذ تكون القيامة، أو عدّة أفراد الذكور و عدّة أفراد الإناث من كلّ نوع، فإذا تكاملت عدّتهما و لم يبق منهما ذكر و لا أُنثى فلا فاعل حينئذ و لا قابل يوجب بقاء النوع فحينئذ قامت القيامة، أو عدّة أفراد خصوص نوعي الجنّ و الإنس فإنّهما الثقلان المكلّفان اللذان تبقى الدنيا ببقائهما، فإذا تكاملت عدّتا أفرادهما و لم يبق من نوعيهما في الأرض فرد مكلّف فحينئذ تكون القيامة، أو عدّة أهل الجنّة و أهل النار، أو عدّه حياة الأحياء و عدّة موتها، أو عدّة أفراد الجواهر و عدّة أفراد الأعراض، أو عدّة الأنواع المتوالدة التي يتوقّف كلّ فرد منها على فرد آخر من ذلك النوع، و عدّة الأنواع المتوالدة التي هي أعمّ منها كالمعادن و نحوها، فإذا تكاملتا و لم يبق منهما تولّد و لا توليد لضعف قوّة الطبيعة من توارد الأفعال و تعاقب الانفعال فحينئذٍ تقوم القيامة، أو عدّة كلّ ما يوجد في عالم الشهادة و عدّة ما بإزائه في عالم المثال، لا بالمعنى الذي يقوله افلاطن، بل بالمعنى الذي ورد في الخبر عنه (صلى الله عليه و آله): «لكلّ أحد مثال كلّما فعله فعل ذلك المثال» الحديث و هو مشهور.