responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 178

إلى التجوّز السابق. الخامس: أن يكون بفتح الهمزة و سكون الكاف مصدراً بمعنى المأكول، و الغرض هو الاستعانة بها على تحصيله، و هو قريب من سابقه. السادس: لاستعنت بها على الإنفاق الذي هو سبب الأكل، و يكون من ذكر المسبّب و إرادة السبب، فيكون ترغيباً على الإنفاق و المواساة. السابع: أن يكون الغرض تقليل زمان الأكل ليشتغل بعده بما هو أهمّ منه، أي: لو أمكنني لاستعنت على تقليل مدّة الأكل بيد ثالثة كالتقام بيد و كسر الرغيف بأُخرى و تبريده بثالثة، و فيه مع تكلّفه نظر، على أنّ هذا الغرض يناسبه أن يقال: لو كان لي فم ثانٍ. الثامن: أن يكون إيماءً إلى كراهة الأكل باليد الواحدة و عدم الاستعانة فيه بالأُخرىٰ كما هو دأب المتكبّرين؛ لاستلزامه سوء الأدب و الإهانة بالمائدة و الطعام، و قد قال علي (عليه السلام): «إذا جلس أحدكم للطعام فليجلس جلسة العبد» [1] و لكلامهم (عليهم السلام) وجوه و مخارج و شروح و محامل لا يعقلها إلّا العالمون.

[تحقيق حول الحديث العلوي: «وَصُولٌ معدمٌ خَير من مُثرٍ جاف»]

قال علي (عليه السلام) في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة: «وصول معدم خير من مثرٍ جاف» [2]. أقول: أُعدم الرجل: افتقر فهو معدم، و أثرى الرجل: كثرت أمواله فهو مثرٍ، و الجفاء: البعد عن الشيء، يقال: جفاه إذا بعد عنه، و الجفاء أيضاً ترك الصلة و البرّ. قال في القاموس: الجفا نقيض الصلة و يقصر جفاه جفواً و جفاءً [3]. و الوصول مصدر بمعنى الواصل، يقال: وصل يصل وصولًا و وصلًا و صلة بلغه. و الظاهر أنّ المراد أن من يصلك و يرفق بك و يحسن إليك يداً أو لساناً أو هما معاً فهو مع وصف فقره و قلّة ماله خير ممّن يقطعك و يترك برّك و الإحسان إليك مع


[1] فروع الكافي 6: 272 ح 10.

[2] بحار الأنوار 77: 240.

[3] القاموس المحيط 4: 313.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست