نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي جلد : 1 صفحه : 173
إلى أن أتيا مقابر مكّة، فعدل إلى قبر أبيه فصلّى عنده ركعتين، فإذا بالقبر قد انشقّ و إذا بعبد اللّٰه جالس و هو يقول: أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّٰه و أنّ محمّداً عبده و رسوله، فقال: من وليّك يا أبت؟ فقال: و ما الوليّ يا بنيّ؟ فقال: هو هذا علي، فقال: و إنّ عليّاً وليّي، قال: فارجع إلى روضتك، ثمّ عدل إلى قبر امّه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه، فإذا بالقبر قد انشقّ، و إذا هي تقول: لا إله إلّا اللّٰه و إنّك نبيّ اللّٰه و رسوله، فقال لها: و من وليّك يا أُمّاه؟ فقالت: و ما الوليّ يا بنيّ؟ قال: هو هذا علي بن أبي طالب، فقالت: و إنّ عليّاً وليّي، فقال: ارجعي إلى حفرتك، فكذّبوه و لبّبوه و قالوا: يا رسول اللّٰه كذب عليك اليوم، فقال: و ما كان من ذلك؟ قالوا: إنّ جندباً حكىٰ عنك كيت و كيت، فقال النبيّ (صلى الله عليه و آله): ما أظلّت الخضراء و لا أقلّت الغبراء علىٰ ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» [1].
قال الصادق (عليه السلام): «من قرأ في المصحف متِّع ببصره، و خُفِّف عن والديه و لو كانا كافرين» [2]. لعلّ المراد أنّه يخفّف عنهما قدراً من العذاب على وجه لا يحصل لهما الشعور به، بأن يفرق الناقص على الأوقات بحيث لا يحصل لهما السرور بحصول التخفيف، فلا منافاة بينه و بين ما قالوا من وجوب خلوص الثواب و العقاب من الشوائب؛ إذ لو لم يكن خالصاً لكان أنقص حالًا من العوض و التفضيل إذا كانا خالصين، و انّه غير جائز.
و أمّا العقاب فلأنّه أدخل في باب الزجر من الثواب، فيجب خلوصه بطريق أولى. و يحتمل أن يكون المراد و لو كانا منكرين لما في فضل القراءة في المصحف من التمتّع و التخفيف، أو يكون الغرض مجرّد مبالغة في فضل قراءته في المصحف على قراءته عن ظهر القلب و لعلّه أظهر من سابقه، فتأمّل.