نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد جلد : 1 صفحه : 57
ملاحم القرآن و مغيباته المستقبلية» ، بعد أن ردّ على العلاّمة الفخر الرازي الذي حاول أن يفصل آية الارتداد عما قبلها [1] .
الرأي الصحيح
و الصحيح هو رأي العلاّمة الطباطبائي للأسباب التالية:
أولا: إنّ الآية تتنبأ بوقوع الارتداد من المؤمنين، لهذا وجهت الخطاب اليهم و حذرتهم من عواقب مخالفته، و احداث الردّة في عصر ابي بكر لم تقع في مجتمع المؤمنين داخل المدينة بل وقعت في أوساط الاعراب النائين عنها، و هم اكثرهم ممن شهد التنزيل بعدم ايمانهم بقوله: قََالَتِ اَلْأَعْرََابُ آمَنََّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لََكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنََا وَ لَمََّا يَدْخُلِ اَلْإِيمََانُ فِي قُلُوبِكُمْ[2] ، و قال عنهم أيضا: اَلْأَعْرََابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفََاقاً وَ أَجْدَرُ أَلاََّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مََا أَنْزَلَ اَللََّهُ عَلىََ رَسُولِهِ وَ اَللََّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[3] .
فإذا لم تثبت صفة الايمان باللّه تعالى للأعراب في حياة رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلم فكيف يتعقل تطبيق الخطابات القرآنية الموجهة للمؤمنين عليهم بعد وفاته؟!
ثانيا: ان سياق الآيات يدل على أن الارتداد يقع من المؤمنين لموالاتهم اليهود و النصارى، و لا دلالة فيه على وقوعه منهم بسبب خروجهم عن الدين و كفرهم بمبادئه، و هو ما يؤكد ارادة المفهوم التنزيلي للارتداد كما ذهب اليه العلاّمة الطباطبائي، دون المعنى الحقيقي الذي تصوره الرازي. أما الارتداد الواقع في عصر ابي بكر، فلم يكن لليهود و النصارى أي علاقة واضحة به،