نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد جلد : 1 صفحه : 20
في المجتمع البديل، و انما يكفي أن تكون مقوماتها و مؤهلاتها موجودة فعلا في شخصيته الدينية، ثم تتكامل عقائديا و سلوكيا، بمرور الزمن من خلال تجاربه الجهادية و صراعه المرير مع اعدائه من اجل تحقيق اهداف الدين في الحياة.
و لقانون الاستبدال الاجتماعي في القرآن بعدان ربانيان احدهما سلبي، و الآخر إيجابي. ففي بعده السلبي هو عقوبة للمجتمع المستبدل، كما قال تعالى: إِلاََّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذََاباً أَلِيماً وَ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَ لاََ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَ اَللََّهُ عَلىََ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[1] . و أما في بعده الإيجابي فهو تفضيل و تكريم من اللّه تعالى للمجتمع البديل المختار لحمل الرسالة و قيادة الأمة بعد الغاء دور المجتمع المستبدل كما هو صريح قوله تعالى: يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اَللََّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى اَلْكََافِرِينَ يُجََاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ وَ لاََ يَخََافُونَ لَوْمَةَ لاََئِمٍ ذََلِكَ فَضْلُ اَللََّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشََاءُ وَ اَللََّهُ وََاسِعٌ عَلِيمٌ[2] .
هل تحقق الاستبدال في التاريخ؟
يظهر من النصوص القرآنية ان الاستبدال قد حدث فعلا مرتين في التاريخ و انه سيتحقق مرة ثالثة في المستقبل.
المرّة الأولى: وقع الاستبدال في تاريخ بني اسرائيل. و أول شرط تحقق منه حين تمردوا على خلافة هارون بقيادة السامريّ المنافق بعد ما اغواهم بعبادة العجل و صرفهم عن طاعة خليفة نبيّهم-باسم الدين-مستغلا فترة