نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد جلد : 1 صفحه : 113
و لم يتوقف النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في حدود الاخبار عن مؤامرة الغدر بوليه و خليفته الشرعي و ما يلاقيه أهل بيته من بعده من طرد و تشريد على أيدي المغتصبين لمنصبهم من ائمة الضلال، بل استمر ليلقي الحجة على الامة من خلال تحديد موقفها الشرعي من فتنة الخلافة فقال لصحابته: «ستكون بعدي فتنة، فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فانه أول من يراني، و أول من يصافحني يوم القيامة، و هو الصديق الأكبر، و هو فاروق هذه الأمة، يفرّق بين الحق و الباطل، و هو يعسوب الدين» [1] . و اشار الى علي عليه السّلام يوما فقال:
«تكون بين الناس فرقة و اختلاف، فيكون هذا و أصحابه على الحق» [2] و قال لعمار بن ياسر: «يا عمار بن ياسر إن رأيت عليا قد سلك واديا و سلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي فانه لن يدليك في سدى و لن يخرجك من هدى» [3] .
فاذا جمعنا بين مضمون هذه النصوص النبوية، و بين قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم في وصف أهل بيته: «اني تارك فيكم الثقلين-أو خليفتين-كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا» [4] . علمنا ان جميع الخلفاء الذين تصدوا لقيادة الامة بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم هم معتدون على حق أهل البيت و مغتصبون لمنصبهم القيادي الذي اختارهم اللّه و رسوله له.
نهاية فتنة الخلافة في الدنيا
تقدم المغيبات النبوية صورة واضحة لنهاية فتنة الخلافة في الدنيا،
[1] أسد الغابة، ج 5، ص 287، الاصابة، ج 7، ص 167، الاستيعاب، ج 2، ص 657.