responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 216

قد غرت الحرب من قد كان قبلكم* * * من القرون و قد بادت بها الامم‌

فانصفوا قومكم لا تهلكوا بذخا* * * فرب ذي بذخ زلت به القدم‌

فكتب اليه ابن عباس: أما بعد: فقد ورد كتابك تذكر فيه لحاق الحسين و ابن الزبير بمكة، فاما ابن الزبير فرجل منقطع عنا برأيه و هواه يكاتمنا مع ذلك أضغانا يسرها في صدره يوري علينا وري الزناد لا فك اللّه أسيرها فارأ في أمره ما انت رائيه.

و أما الحسين فانه لما نزل مكة و ترك حرم جده و منازل آبائه سألته عن مقدمه فاخبرني ان عمالك في المدينة أساءوا اليه و عجلوا عليه بالكلام الفاحش فاقبل الى حرم اللّه مستجيرا به و سألقاه فيما أشرت اليه و لن ادع النصيحة فيما يجمع اللّه به الكلمة و يطفئ به النائرة و يخمد به الفتنة و يحقن به دماء الامة فاتق اللّه في السر و العلانية و لا تبيتن ليلة و أنت تريد لمسلم غائلة و لا ترصده بمظلمة و لا تحفر له مهواة فكم من حافر لغيره حفرا وقع فيه و كم من مؤمل املا لم يؤت امله و خذ بحظك من تلاوة القرآن و نشر السنة و عليك بالصيام و القيام لا تشغلك عنهما ملاهي الدنيا و اباطيلها فان كل ما شغلت به عن اللّه يضر و يفنى، و كل ما اشتغلت به من اسباب الآخرة ينفع و يبقى و السلام.

قال هشام بن محمد: ثم ان حسين كثرت عليه كتب أهل الكوفة و تواترت اليه رسلهم ان لم تصل الينا فانت آثم فعزم على المسير فجاء اليه ابن عباس و نهاه عن ذلك و قال له يا ابن عم ان أهل الكوفة قوم غدر قتلوا أباك و خذلوا أخاك و طعنوه و سلبوه و سلموه الى عدوه و فعلوا ما فعلوا، فقال هذه كتبهم و رسلهم و قد وجب علي المسير لقتال اعداء اللّه فبكا ابن عباس و قال وا حسيناه.

و ذكر المسعودي في كتاب (مروج الذهب): ان ابن عباس قال له ان كرهت المقام بمكة خوفا على نفسك فسر الى اليمن فان فيها عزلة و لنا بها أنصار و أعوان و بها قلاع و شعاب و اكتب الى أهل الكوفة فان اخرجوا أميرهم و سلموها الى نائبك فسر اليهم فانك ان سرت اليهم على هذه الحالة لم آمن عليك منهم و ان عصيتني فاترك أهلك و أولادك هاهنا فو اللّه اني لخائف عليك ان تقتل كما قتل عثمان و نساؤه و أهله ينظرون اليه.

قلت: و هذا معنى قول علي (ع) للّه در ابن عباس فانه ينظر من ستر رقيق فلما يئس ابن عباس منه حزن لفقده و لقي ابن الزبير فقال يا ابن الزبير قرت عينك و أنشد:

نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست