نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 182
قال الزهري: كان الحسن متأولا في صلحه لمعاوية.
قلت و الذي أشار اليه الزهري ذكره احمد في (الفضائل) فقال حدثنا بهر بن حكيم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سعيد بن حمكان [1] عن سفينة مولى رسول اللّه (ص) يقول الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكا، فقال سفينة و اسمه مهران نظرت فاذا خلافة أبي بكر سنتان و خلافة عمر عشر سنين و خلافة عثمان اثني عشر سنة و خلافة علي خمس سنين و باقي الكسور تمام الثلاثين فكان ما فعل الحسن نظرا للامة.
قال أهل السير و لما سلم الحسن الأمر الى معاوية أقام يتجهز الى المدينة فاجتمع الى معاوية رهط من شيعته منهم عمرو بن العاص و الوليد بن عقبة و هو أخو عثمان لامه و كان علي (ع) قد جلده في الخمر و عتبه و قالوا نريد ان تحضر الحسن على سبيل الزيارة لنخجله قبل مسيره الى المدينة فنهاهم معاوية و قال انه السن بني هاشم فالحوا عليه فارسل الحسن فاستزاره فلما حضر شرعوا فتناولوا عليا (ع) و الحسن ساكت فلما فرغوا حمد الحسن اللّه و أثنى عليه و صلى على رسوله محمد (ص) قال: ان الذي اشرتم اليه قد صلى الى القبلتين و بايع البيعتين و انتم بالجميع مشركون و بما انزل اللّه على نبيه كافرون انه حرم على نفسه الشهوات و امتنع من اللذات حتى انزل اللّه فيه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ و أنت يا معاوية ممن قال رسول اللّه (ص) في حقه اللهم لا تشبعه أو لا اشبع اللّه بطنك أخرجه مسلم عن ابن عباس.
و بات أمير المؤمنين يحرس رسول اللّه (ص) من المشركين و فداه بنفسه ليلة الهجرة حتى انزل اللّه وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ و وصفه اللّه بالايمان فقال إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا و المراد به أمير المؤمنين و قال له رسول اللّه (ص) أنت مني بمنزلة هارون من موسى و أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت يا معاوية نظر النبي (ص) اليك يوم الأحزاب فرأى أباك على جمل يحرض الناس على قتاله و أخوك يقود الجمل و أنت تسوقه فقال لعن اللّه الراكب و القائد و السائق و ما قابله أبوك في موطن إلا و لعنه و كنت معه ولاك عمر الشام فخنته ثم ولاك عثمان فتربصت عليه و أنت الذي كنت تنهى أباك عن الإسلام حتى قلت مخاطبا له: