نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 170
صدقوا سلمهم اليهم فغضب النجاشي ثم قال لاها اللّه اذن لا اسلمهم اليهم و لا أكاد قوما جاوروني و نزلوا بلادي و اختاروني على من سواي حتى ادعوهم فأسألهم ما يقول هذان في أمرهم فان كانوا كما يقولون سلمتهم اليهما و ان كانوا على غير ذلك منعتهم منهم و احسنت جوارهم ما جاوروني.
ثم أرسل الى أصحاب رسول اللّه (ص) فلما أن جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض ما تقولون للرجل اذا جئتموه قالوا نقول و اللّه ما علمنا و ما أمرنا به نبينا (ص) كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه و قد دعى النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم به قومكم و لم تدخلوا في ديني و لا دين آخر من هذه الأمم قالت و كان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب؛ فقال أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام و نأكل الميتة و نأتي الفواحش و نقطع الارحام و نسيء الجوار و يأكل القوي منا الضعيف و كنا على ذلك حتى بعث اللّه الينا رسولا أمينا نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفافه فدعانا الى اللّه عز و جل لنوحده و نعبده و نخلع ما كنا عليه و ما كنا نعبد نحن و آبائنا من دونه من الحجارة و الأوثان و أمرنا بصدق الحديث و اداء الامانة و صلة الرحم و حسن الجوار و الكف عن المحارم و الدماء و نهانا عن الفواحش و قول الزور و أكل مال اليتيم و قذف المحصنات و أمرنا ان نعبد اللّه و لا نشرك به شيئا و أمرنا بالصلاة و الزكاة و الصيام فصدقناه و آمنا به و عبدنا اللّه وحده لا شريك له و لا نشرك به شيئا و حرمنا ما حرم اللّه علينا و احللنا ما أحل اللّه لنا فعدى علينا قومنا فعذبونا و فتنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الاوثان و ان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث فلما قهرونا و ظلمونا و شقوا علينا و حالوا بيننا و بين ديننا خرجنا الى بلدك و اخترناك على من سواك و رغبنا في جوارك و رجونا ان لا نظلم عندك أيها الملك.
قال فقال النجاشي فهل معك مما جاء به عن اللّه شيء فقال جعفر نعم قال فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى و اللّه النجاشي حتى اخضلت لحيته و بكت اساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم.
ثم قال النجاشي ان هذا و الذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فو اللّه لا اسلمهم اليكما ابدا.
نام کتاب : تذكرة الخواص نویسنده : سبط بن الجوزي جلد : 1 صفحه : 170