و اختلف الأعلام في الجامع بين موضوعات مسائل العلم الواحد و المائز بين العلوم، فقيل: الوحدة الاعتبارية، و قيل: الموضوعات، و قيل:
المحمولات، و قيل: الأغراض.
و هذا الأخير هو مختار صاحب (الكفاية) حيث قال: «و المسائل عبارة عن جملةٍ من قضايا متشتّتة جمعها اشتراكها في الدخل في الغرض الذي لأجله دُوّن هذا العلم ... و قد انقدح بما ذكرنا أن تمايز العلوم إنّما هو باختلاف الأغراض الداعية إلى التدوين، لا الموضوعات و لا المحمولات ... و إلّا كان ...».
فنقول: كلّ علمٍ مدوّن فله موضوع يبحث عنه فيه، في مسائل متشتّتة متكوّنة من موضوعات و محمولات، و هذا التشتّت قد يكون من جهة الموضوع، و قد يكون من جهة المحمول، و قد يكون من جهة الموضوع و المحمول معاً، فما هو الجامع بين هذه المسائل المتشتتة؟ و ما هو المائز بين هذا العلم و غيره من العلوم؟
الآراء في المقام:
مذهب المشهور هو أنّ التمايز بالموضوعات، لأنّ هناك بين مسائل كلّ علمٍ من العلوم جهة اتّحاد، عبّر عنها الشيخ ابن سينا و غيره بالتناسب، و هذا التناسب غير حاصل بالمحمولات، لأنّها إنّما تكون ملحوظة بالعرض، و كلّ ما بالعرض ينتهي إلى ما بالذّات، و كذا الأغراض، فلا بدّ و أن يكون