و روى الشريف محمد بن علي البطحاني بإسناده، عن الأصبغ:
عن سلمان، قال: لمّا عاد سلمان من النجف تراءت له الحيرة فقال: "هذه كوفان"؟.
قالوا: لا يا أبا عبد اللّه و لكن هذه الحيرة. ثمّ سار حتى أشرف على الكوفة، فقالوا: يا أبا عبد اللّه هذه كوفان، فقال: "هذه كوفان"؟. ثمّ قال: "واها لك يا بلدة ما من بلد يدفع ما يدفع عنها إلاّ أخبية كانت مع محمد عليه السّلام، و ليأتينّ عليها زمان يبنى ما بين النهرين إلى النهرين حتى أنّ الرجل ليغدو على البغلة السفر يريد الجمعة فما يقدر عليها إلاّ أن يعجّل قبل ذلك بيوم، و حتى لا يبقى في الأرض مؤمن إلاّ و هو بها، أو هواه فيها يحنّ إليها، و حتى يباع مجال الفرس فيها بألف دينار". [1]
و بإسناده، عن جندب الأزدي، قال: قدمنا مع سلمان الفارسي فلمّا علا على النجف قال: "هي هي"؟قلنا: لا، قال: ثمّ مضى حتى أشرف على الكوفة، فقال:
"قبّة الإسلام، مرّتين، أما أنّه لا يبقى مؤمن إلاّ بها، أو يحنّ قلبه إليها، ما أعلم، إلاّ أنّه سيمتلئ ما بين النهرين و عقدت سهل ثلاثة عشر فرسخا". [2]