ط/أخبار ظهور المهدي عليه السلام في النجف، و فتن آخر الزمان
أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق، قال: أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي، أنبأنا محمد بن علي الحسني، حدّثنا محمد بن العباس الحذّاء، حدّثنا علي بن عبد الرحمن ابن عيسى بن ماني، حدّثنا محمد بن إبراهيم العامري، حدّثنا محمد بن راشد الحبّال، حدّثنا عيسى بن عبد اللّه، عن أبيه، و حسين بن زيد، عن أبيه:
عن عبد الملك بن أبي ذر الغفاري، قال: أمرني أبي بصحبة سلمان الفارسي، فصحبته إلى الشام، فرابطنا بها حتى إذا انقضى رباطنا أقبلنا نريد الكوفة، فلمّا أتينا إلى النجف قال لي سلمان: "أهي هي"، قال: قلت: لا، و كانت أبيات الحيرة. قال: فسرنا حتى بدت لنا أبيات الكوفة، فقال لي: "أهي هي"، قال: قلت: نعم. فقال: "واها لك أرض البليّة و أرض التقيّة. و الذي نفس سلمان بيده إنّي لأعلم أنّ لك زمانا لا يبقى تحت أديم السماء مؤمن إلاّ و هو فيك أو يحنّ إليك.
و الذي نفس سلمان بيده كأنّي أنظر إلى البلاء يصبّ عليك صبّا ثمّ يكشفه عنك قاصم الجبّارين.
و الذي نفس سلمان بيده ما أعلم أنّه تحت أديم السماء أبيات يدفع اللّه عنها من البلاء و الحزن إلاّ دون ما يدفع عنك إلاّ أبياتا أحاطت ببيت اللّه الحرام أو بقبر نبيّه عليه السّلام.
و الذي نفس سلمان بيده كأنّي أنظر إلى المهدي قد خرج منك في إثني عشر ألف عنان لا يرفع له راية إلاّ أكبّها اللّه لوجهها حتى يفتح مدينة القسطنطينية". [2]