روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أنّه ذكر الحيرة غير مرّة في حديثه، و أنّ اللّه تعالى سيفتحها على العرب.
1-أخرج أحمد بن حنبل، عن أبي عبيدة، عن رجل، قال: قلت لعدي بن حاتم:
حديث بلغني عنك أحبّ أن أسمعه منك. قال: نعم. لمّا بلغني خروج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فكرهت خروجه كراهة شديدة، خرجت حتى وقعت ناحية الروم. قال: فكرهت مكاني ذلك أشدّ من كراهيتي لخروجه، قال: فقلت: و اللّه لو لا أتيت هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يضرّني و إن كان صادقا علمت. قال: فقدمت فأتيته، فلمّا قدمت قال الناس: عدي بن حاتم، عدي بن حاتم، قال: فدخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله. فقال لي:
"يا عدي بن حاتم أسلم تسلم"-ثلاثا.
قال: قلت: إنّي على دين.
قال: أنا أعلم بدينك منك.
فقلت: أنت أعلم بديني منّي؟.
قال: "نعم، ألست من الركوسيّة، و أنت تأكل مرباع قومك".
قلت: بلى.
قال: "فإنّ هذا لا يحلّ لك في دينك".
قال: فلم يعد أن قالها، فتواضعت لها.
فقال: "أما إنّي أعلم ما الذي يمنعك من الإسلام. تقول: إنّما اتّبعه ضعفة الناس و من لا قوّة له و قد رمتهم العرب. أتعرف الحيرة"؟.
قلت: لم أرها، و قد سمعت بها.
قال: "فو الذي نفسي بيده ليتمّنّ اللّه هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت جوار أحد. و ليفتحنّ كنوز كسرى بن هرمز".